آخر عركة : الأمل

 
و دارت الأيام و مرت الأيام : عام بعد أول حالة كورونا في تونس . عام بعد التجربة الفريدة من نوعها : تجربة الحجر الصحي الشامل . عام بعد، توضّحت الصورة و الي كان مجرّد كلام هازّو الريح تحوّل لحقيقة و واقع ملموس.  عام و الشعب التونسي عايش تحت منع الجولان و تحولت تونس كيفما تقريبا كل دول العالم لمعسكر اعتقال للعمال : نسيبوهم الصباح يمشيو يخدموا و نسكروا عليهم في الليل و العطل بما إنو نشددوا في كل عطلة مدرسية في التراتيب الوقائية من فيروس كورونا و نمنعوا التنقل بين المدن . عام كان عندو تأثير كبير على الصحة النفسية للمواطنين مهما كانت أعمارهم و مستواهم و امكانياتهم . عام وفى بالقضاء تقريبا بصفة نهائية على بعض المهن و القطاعات الي تحبلها برشة امكانيات و حوكمة رشيدة بش ترجع كيفما كانت : الميدان الفني واقف . المهن الليلية كيف كيف . السياحة حدّث و لا حرج . المطاعم و المقاهي أتعس و أتعسين . الشركات الصغرى و المتوسطة من هنا لنهاية 2021 بش يتم القضاء عليهم إلا من رحم ربك . و ما نحكيوش على الفلاحة و على الصحة و التعليم … الحاصل و بش ما نطولش عليكم : إنها اللطخة رسميا . الممولين الأجانب كيفما صندوق النقد الدولي بداو يشمروا في ذراعاتهم . الدول المانحة و الي عندها علاقات تاريخية و اقتصادية كبيرة بتونس بدأت تهزّ في يديها و الشعب التونسي العظيم الذي أبهر العالم يعاني في معاناة زرڨة وسط تناحر و تقاتل كل المؤسسات الرسمية و القطاعات.
 
في نفس الوقت مع الوضع الاقتصادي الكارثي عندنا نواب آخر همّهم الشعب التونسي و مصلحتو و نراو في العجب العجاب:
نائب شعب حالل بوبلي في مطار تونس قرطاج بش يجبر شرطة الحدود إنها تطلع مواطنة عندها شبهة إرهاب. و التبوريب وصل حد الإعتداء على الأمن. جاء الردّ من النقابات الأمنية الي تجمهرت وطرّدت نواب إئتلاف الكرامة. و من بعد يهبط رئيس الحكومة و وزير الداخلية يدافع على منظوريه . مشهد سريالي ، شخصياتو يمثلو مؤسسات دولة من المفروض هوما في الحكم مع بعضهم و اليوم يتقاتلوا و من بعد نستغربوا واقع المجمتع التونسي كيفاش كلو عنف و مخدرات و حرقة و حبوسات . الشعب التونسي تقريبا فقد الأمل في كل شيء في نفس الوقت الي فقد فيها الثقة في دولتو و حكومتو و نواب يخلص فيهم  و الدليل هو العزوف الكبير للمواطنين بما فيهم الإطار الطبي و شبه الطبي على تلقيح كورونا . أسابيع لتالي كنا نددوا بغياب التلقيح و استراتيجيا واضحة لأنو اليوم السياحة و عودة الحياة الاقتصادية تدريجيا مرهون بيه و كيف جاء الشعب مامشاش يلقح . لأنو الدولة و بما فيها المشيشي  في  عوض يركزوا على المهم و يعملوا حملات تحسيسية و توعوية في الإذاعات و التلافز و الجهات كيفما بقية الدول متلاهين يتناحروا مع رئيس الجمهورية و كل الأساليب القذرة تمّ تقريبا إستعمالها و ولات عيني عينك لغة نغرة و تشكيك و تشليك و هوما ناسين الي هذا بالضرورة بش ينعكس على وعي و لاوعي التوانسة .
 مجلس نواب الشعب و الفيديوات الي توصلنا منّن تأكّد إنو اليوم هالمؤسسة معطلة تماما و الي الناس الي فيها بطم طميمها لازمها ترحل لأنها تخلات على واجبها و علي انتخبناهم عليه . مستوى عنف الخطاب و الممارسة من اقتحام للمكاتب و تصوير فيديوات من غير ترخيص و السب و الشتم و التسجيلات المنتجة و التسريبات تأكّد إنو مستحيل مازال يكون إجماع حول أهم القضايا الي تشعل تونس و الرأي العام.
 
بصراحة حدّ لفترة قليلة كنا نفكروا في حلول و ناقشوا فيها : ناس تقول حوار و ناس تقول تغيير نظام سياسي و ناس تقول حل البرلمان أمّا من هول الصدمة و من هول الميزيرية الي كلات البلاد يظهرلي الحلول هاذي ولات ماعاد عندها حتى معنى. تونس اليوم للأسف ولات مرتع للمخابرات الأجنبية و شوف عند شكون بش نرصّيو : رئيس برلمان الشعب التونسي باعث رسالة يساسي فيها لبايدن و سفراء يقابلوا في أحزاب من غادي لغادي و رئيس دولة و استهلّ الاجتماع مع سفراء الاتحاد الأوروبي بجملة تاريخية ” هذا اجتماع ماعندوش جدول أعمال ” . هل يعقل يا قوم ؟ هل يعقل بكمّ المشاكل الي تعيش فيها تونس و غياب التلقيح و الميزانية المفلسة اجتماع بهالأهمية مايكونش عندو جدول أعمال وأهداف معلنة ؟  نفس الرئيس في تنقلاتو لسبب أو لآخر يرمي في نفس التهم على نفس الأطراف كيف العادة في المهموتة و يتهدد و يتوعد و الحال إنو إلى يوم الناس عام و نصف بعد انتخابو ما عمل شيء ملموس بش يوقف النزيف . رئيس حكومة يبشّر فينا بإنو السقف بش يطيح على الناس الكلّ و كيف كيف قاعد على الكرسي و نابت فيه و ماعطاش حلول و موش ناوي حتى يساهم فيها .
 
الحقّ كل أدوات التحليل عجزت على تحليل هالواقع المقرف فما العمل ؟  الخلاص فردي . يظهرلي وقيت إنو كل مواطن و مواطنة ينجموا يركزوا شوية على ذواتهم و علي يحبوه و على ثقافتهم و فكرهم و يحاولوا يخلقوا مجال سعادتهم يمكن وقتها ترجع شوية ثقتهم في الحياة و يقنعوا ناس اخرين إنو السعادة ضرورية و ممكنة بالك وقتها المواطنين ماعادش يقبلوا إنهم بخمسين دينار يبيعوا أصواتهم ولا يكركروهم بين الجهات بش يمشيو يتظاهروا مع حزب خرّب البلاد و فككّ دولتها و  خلّى جزء كبير من شعبها يا يلم مالزبلة في البلاستيك يا ياكل منها .
 
آخر المعجزات نتصور هي إننا رغم الي يستنى فينا و رغم القهر و الظلام الي بش يغموا البلاد نحاولوا كل على طريقته و بما أتيح له إننا نكونوا شوية سعداء و نحاولوا بين الغيوم و السحاب نلقاو خيط أمل فلا القهر و لا الألم و لا الغضب ينجموا يساهموا في صنع مستقبل بلاد تاعبة كيفما تونس توة .
 

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد