- الإعلانات -

- الإعلانات -

أزمة في إسبانيا بسبب تحديد الواردات من الغاز الجزائري

يرى جزائريون أن 12 ديسمبر 2019، وهو تاريخ انتخاب الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، خلفا لبوتفليقة، هو بداية لنظام حكم جديد، بينما يحاجج معارضون لهذا الرأي، بأن تبون نفسه، كان أحد المقربين من بوتفليقة الذي تنحى بضغط من الشارع والمؤسسة العسكرية.

الجزائر الجديدة

وعرف المشهد السياسي العام في الجزائر تغييرات كبيرة، بل إن المؤسسة العسكرية ذاتها شهدت تغييرات وتعيينات جديدة وإحالة جنرالات على التقاعد، وهو “دليل” يقدمه القائلون بأن الجزائر تغيرت.. هؤلاء يسمون بلادهم “الجزائر الجديدة”.

في غضون ذلك، تتساءل وسائل إعلام عالمية، ومنظمات غير حكومية عما تغير فعليا في الجزائر، “بينما زادت حدة التضييق على الحريات، ولا سيما ضد النشطاء السياسيين والصحفيين.

موقع مجلة “ذا إيكونمست” أعاد التشكيك في مسار التغيير الذي تؤكده السلطات الحالية، وذهب في تحليل، نشره الجمعة، إلى أن الرئيس الجزائري السابق توفى، لكن نظامه لا يزال قائما.

والخميس، أصدرت محكمة في العاصمة الجزائرية، حكما بالسجن أربع سنوات بحق اللواء المتقاعد علي غديري، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2019، والقابع في السجن على ذمة التحقيق، منذ  عهد بوتفليقة.

هذا الحكم، بعد رحيل بوتفليقة، اعتبره كثيرون دليلا آخر على أن الدولة تدار بعقلية النظام السابق، حيث لم تُغفر للرجل الذي كان يُرى على أنه رمز التغيير، منافسته لبوتفليقة، وتصريحاته النارية، وكتاباته التي انتقد فيها نظام الحكم.

وكان غديري يؤكد في تصريحاته خلال تلك الفترة، أنه يريد “قطع كل صلة” مع النظام و”بناء الجمهورية الثانية”.

بوتفليقة.. مسيرة سياسية حافلة أنهاها الشارع

فارق الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الحياة عن عمر يناهز 84 عاما، الجمعة، بعد مسيرة طويلة وغير اعتيادية قضاها في حكم البلاد.

وكان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قد أرجأ، في مواجهة الحراك الشعبي الذي شهدته البلاد منذ 22 فبراير 2019، إلى أجل غير مسمى الانتخابات التي كانت مقررة في 18 إبريل 2019، والتي كان هو مرشحا فيها لولاية خامسة. 

ويزعم منتقدون للنظام القائم أن السلطات الجزائرية تمهد لإطلاق سراح المقربين من بوتفليقة، يتقدمهم شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة، المتهم ضمن مجموعة كبيرة من الوزراء والجنرالات بالفساد وتبديد المال العام.

مؤشرات التغيير

المحلل السياسي، عبد الله تركماني، يرى بأن التنبؤ لا يمكن أن يكون أساسا لإصدار الأحكام، بل يجب تمحيص المشهد الحالي، انطلاقا من المعطيات المتعلقة بتدبير الشأن العام.

تركماني قال في اتصال مع موقع “الحرة”  إن تسمية وزراء سابقين من عهد بوتفليقة، لم تتلطخ أيديهم بسرقة المال العام، في الحكومة الحالية، لا يمكن اعتباره استمرارا لنظام الحكم.

يحلم الجزائريون بإرساء دعائم دولة مدنية حقيقية
يحلم الجزائريون بإرساء دعائم دولة مدنية حقيقية

وأكد أن الضرورة الملحة قد تجبر أصحاب القرار الحاليين على الاعتماد على الطاقات المعروفة بمهنيتها وخبرتها، وأعطى مثالا برمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، والذي ترأس ذات الوزارة،  لفترة طويلة، خلال حكم بوتفليقة.

الرجل يعتبر أن بقاء أغلب المتهمين في قضايا فساد وراء القضبان دليل على تغيير جرى في أعلى هرم السلطة، رغم أنه يعتبر أن المؤشرات التي يجب اعتمادها للحكم على تغير النظام، مختلفة عما يعتقده المواطن البسيط

يقول: “المواطن ينتظر تغييرات جذرية في مدة معينة، وعادة لا يمهل الحاكم إلا أشهرا معدودة، بيد أن الأمر أعقد مما نتصور” ثم يضيف “تغيير النظام لا يتأتى بضغطة زر”.

ويتكون جزء مهم من التشكيلة الوزارية الجزائرية، التي أعلنت في يوليو الماضي، من تكنوقراطيين غير حزبيين.

وكان الرئيس تبون وعد خلال تعديل وزاري جزئي في الأول من مارس الماضي، بإدخال تغيير عميق على الحكومة بعد الانتخابات التشريعية.

ماذا تغير؟

ويصر الناشط في الحراك، ياسين عبدلي، على أن نفس النظام يُسيّر الجزائر منذ الاستقلال 1962.
وفي حديث لموقع “الحرة” أشار ياسين، لما وصفها بـ “الإجراءات التعسفية في حق النشطاء”. 

الإفراج عن معتقلين والقبض على متظاهرين جدد.. حلقة مفرغة في الجزائر

بعد ساعات من قرار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الإفراج عن 101 معتقل شاركوا فيما بات يعرف باحتجاجات”الحراك الشعبي”، سارعت السلطات الأمنية  إلى اعتقال عشرات المحتجين مرة أخرى في جنوب البلاد مما بات يطرح الكثير من الأسئلة بشأن تعامل النظام الحالي مع حرية التعبير والتظاهر، وفقا للعديد من المحللين والحقوقيين.

ويرد ياسين علي تركماني بالقول إن طبيعة الحكم هي من يدل على تغير النظام أم لا.

وبرأيه فإن طبيعة الحكم في الجزائر لم تتغير ودليله، هو علاقاتها الخارجية وممارساتها الداخلية.

يقول: “القضاء ليس مستقل، وكذلك الإعلام، نعاني من تكميم الأفواه، لا نزال نتفق مع نفس الدول التي كنا تنفاهم معها منذ 1962، ونخاصم ذات الدول منذ أول حكومة” ثم تسال “ماالذي تغير؟”.

أما بالنسبة لمجلة “ذا إيكونوميست” فإن النظام نفسه الذي “كان يتذرع في التسعينيات بالحرب الأهلية والحاجة إلى الاستقرار كلما أراد تبرير قمعه”، يقوم بتجديد نفسه على أساس  انتخابات غير عادلة، كتلك التي فاز بوتفليقة بأربعة منها.

ويختم تقرير المجلة بالقول إن النظام الجزائري استحوذ على ثروة البلاد الهائلة من النفط والغاز، بينما يكافح الشباب للعثور على وظائف.

#أزمة #في #إسبانيا #بسبب #تحديد #الواردات #من #الغاز #الجزائري

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد