تنعكس تداعيات التفشّي السريع للمتحور “أوميكرون” من فيروس كورونا الجديد في المغرب العربي على الكادر الصحي، الذي أُنهك في ظل النواقص الكثيرة منذ بدء العمل على علاج مرضى كوفيد-19.
وتشهد مختلف البلدان المغاربية منذ ديسمبر2021 ارتفاعا ملحوظاً في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا.
وتسجل المملكة المغربية في هذه الأيام إصابات تتراوح ما بين 7000 و8000، الأمر الذي رفع عدد الحالات النشطة الحاملة للفيروس إلى أكثر من 42 ألف حالة.
وتتابع اللجنة العلمية لكورونا في المغرب مختلف المؤشرات الوبائية، مؤكدة أن الموجة الحالية تتسم بسرعة انتشار غير مسبوقة.
وتتوقع اللجنة بلوغ ذروة تفشي الوباء في موجته الجديدة خلال الأسابيع القليلة المُقبلة، يليها تراجع في عدد الإصابات.
وحذّرت اللجنة من خطورة التهاون في التعاطي مع الأعراض التي قد تتشابه مع الإنفلونزا الموسمية، مع تأكيدها ضرورة الالتزام بالبروتوكول العلاجي.
وفي الوقت الذي لم تعلن السلطات الصحية عن عدد الوفيات بالمتحور الجديد “أوميكرون”، إلا أنها تُشدد على لسان مسؤوليها أن جُلهم من أصحاب الأمراض المزمنة، والذين إما لم يتلقوا اللقاح، أو تهاونوا في الجرعات المعززة.
ولازالت السلطات الحُكومية تمضي في التعامل بتشدد الوضع الوبائي، وذلك للحفاظ على الأوضاع تحت السيطرة.
ومنذ أشهر، والحدود البرية والجوية والبحرية مُغلقة في وجه المسافرين، مع تشددها في التعامل مع العديد من الأنشطة التي تقتضي تجمهراً.
وعلى مستوى المؤسسات التعليمية، تشدد الحكومة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الموصى بها. كما نهجت سياسة اليقظة والمرونة للتعامل مع الوضع الوبائي في كل مؤسسة على حدة.
وإلى جانب الحرص على تهوية فصول الدراسة، ستعمل الوزارة على القيام بفحوصات دورية للكشف عن الإصابات المحتملة في صفوف التلاميذ.
من ناحية أخرى،حذرت السلطات الصحية الليبية، من سرعة انتشار حالات من الإصابة بفيروس كورونا المتحور أوميكرون بعد زيادة الأعداد في البلاد.
كشف المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا في أواخر السنة الماضية عن رصد حالات إصابة بالسلالة المتحورة “أوميكرون” من فيروس كورونا في البلاد.
وأعلن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، حيدر السايح، تسجيل 3 إصابات بمتحور “أوميكرون” في البلاد.
ونبه السايح خلال حديثه بأن الوضع الوبائي في ليبيا حساسا، وسط سرعة انتشار فيروس كورونا.
وتوقع المسؤول الصحي أن يكون متحور “أوميكرون” سائدًا في ليبيا بسبب سرعة الانتشار.
ووصف السائح الوضع داخل ليبيا بـ”حساس جدًا جدا”لسرعة انتشار المتحور “أوميكرون”قائلا: “الحل بأيدينا وللأسف لا نطبقه، والأسباب دخلت فيها المؤامرة وعدم الاقتناع، وكل هذه الأمور تؤدي إلى الهلاك”.
وأوضح أن اللقاحات متوفرة ولا حل إلا بأخذها، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية المعروفة، متابعا:”اليوم اللجنة العلمية، ستصدر تعميما خاصا بالتطعيمات تتضمن عدة أمور لاحتواء الموقف”.
واختتم بقوله: “قبل شهر، قلت لكم مستحيل منع دخول أوميكرون ليبيا، لكن سنؤخر من دخوله فقط، وبالأمس اكتشفنا 3 حالات، واليوم سيكونوا 10، وبكرة 1000، وستكون ليبيا كلها سائد فيها المتحور الجديد”.
في ذات الصدد،تقترب تونس من موجة وباء خامسة، مع تصاعد العدوى بفيروس كورونا مُجدّداً وارتفاع التحاليل الموجبة اليومية بانتشار متحور “أوميكرون” سريع العدوى، وسط دعوات للتقيّد بالتدابير الوقائية وتجهيز مسالك كوفيد 19 في المستشفيات لاستقبال المصابين في حال تدهور الوضع الوبائي في البلاد.
وارتفعت نسبة العدوى العامة في تونس من 3 بالمائة منتصف ديسمبرالماضي إلى نحو 10 بالمائة حالياً، ما يشكّل تحوّلا في الوضع الوبائي ونهاية مرحلة الاستقرار التي شهدتها البلاد في الأشهر الماضية.
في خضم تسارع الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، قررت الحكومة التونسية الأربعاء الماضي إعادة فرض حظر التجول الليلي ومنع كافة التجمعات لمدة أسبوعين اعتبارا من الخميس.
وأكّد مدير عام الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي الدكتور شكري حمودة، الثلاثاء 4 جانفي/ يناير 2022 أنّ متحور “أوميكرون” من فيروس كورونا، يظهر بشكل أقل عند إجراء التحاليل السريعة “إذ يمكن أن تكون نتيجة تحليل شخص ما سلبية لدى قيامه بالتحاليل السريعة، وإيجابية عند قيامه بتحليل “بي سي آر”،مشددًا على أنّ متحور “أوميكرون” هو الأكثر انتشارًا والأقل شراسة.
وبيّن حمودة في مداخلة إذاعية أنّ 70% من العينات الخاضعة للتقطيع الجيني بتونس الكبرى حاملة للمتحور “أوميكرون” من فيروس كورونا، وأنه تمّ سحب 33 عيّنة من ولايات تونس الكبرى أيام 28 و29 و30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبإخضاعها للتقطيع الجيني في معهد باستور، تبين أن 23 منهم هي لمتحوّر “أوميكرون” و10 منهم لـ”دلتا”، ومن هنا انبثق رقم أنّ حوالي 70% من العينات هي لمتحور أوميكرون وفق وصفه.
 وتوقع عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ومدير معهد باستور، الهاشمي الوزير، بلوغ ذروة الموجة الجديدة لفيروس كورونا في تونس في نهاية الأسبوع القادم، أي في حدود 22 جانفي الجاري.
وأكّد الهاشمي الوزير أن عدد الإصابات سيعرف منحى تنازليا بعد هذا التاريخ،. كما أشار إلى أنه، وفقا للمعطيات الأولية، قد تكون هذه الموجة هي الأخيرة.
في نفس السياق،يعرف متحوّر “أوميكرون” تغوّلاً في الجزائر بعد أن ارتفع إجمالي الإصابات به إلى 145 حالة.
وأعلن، الخميس الماضي، معهد “باستور” للأبحاث والتحاليل الطبية، تسجيل أعلى حصيلة يومية بمتحور “أوميكرون” بـ82 حالة جديدة، ليرتفع بذلك عدد الحالات المصابة بهذا المتحور في الجزائر إلى 145 إصابة مؤكدة.
ووفق بيانات المعهد، فقد سجلت أكبر حصيلة في العاصمة بـ61 حالة، تلتها محافظات البليدة والبويرة وعين الدفلى (وسط)، وكذا حاسي مسعود والأغواط (جنوب).
معهد “باستور” الجزائري، نبه إلى تزايد معدل الإصابات بمتحور “أوميكرون” مقارنة بـ”دلتا” الذي كان الأكثر انتشارا لنحو 4 أشهر كاملة.
وبات متحور “أوميكرون” يحتل المركز الثاني في إجمالي الإصابات في الجزائر بنسبة 33%، مسجلا تصاعدا خطرا بواقع 10% منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق الأرقام المقدمة من معهد “باستور”.
ووفق بيان لوزارة الصحة الجزائرية،على نسخة منه، فقد ارتفع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في البلاد منذ تفشيه نهاية فبراير/شباط 2020 إلى 225 ألف و820 إصابة، و6384 حالة وفاة، و153 ألف و812 حالة شفاء.
ودعت وزارة الصحة، الجزائريين، إلى اليقظة واحترام الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا، وسط تأكيدات رسمية على استعاد العودة إلى الإغلاق العام كما حدث في 2020.
من ناحية أخرى،يرى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في إفادة صحفية، إن انتشار المتحورين دلتا وأوميكرون لفيروس كورونا يسبب “طوفانا من الإصابات”، مكررا دعوته للدول من أجل مشاركة اللقاحات بشكل أكثر مساواة.
وأعلنت المنظمة عن ارتفاع أعداد حالات الإصابة الجديدة بمتحور أوميكرون عالميا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 11بالمائة.
وحذرت من خطورة سرعة انتشار أوميكرون العالية جدا، التي تتضاعف كل يومين أو 3 أيام، بما يشكله ذلك من عبء على المستشفيات والأنظمة الصحية، مشيرة إلى أن الدول أبلغت عن 5 ملايين إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي، 44 ألف حالة وفاة.