القرار| أيمن سلامة يكتب: الكابوس.. سيناريو الرعب

تسع سنوات مرت على أكبر وأعظم ثورة شعبية فى التاريخ المعاصر ،تلك الثورة التى أخرجت مصر من النفق المظلم التى كانت تسير نحوه،وقضت على أكبر مخطط دولى يهدف لإعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة، ولاريب أن ماحدث فى تونس وليبيا وسوريا واليمن ابتداء من 2010 وماحدث قبل ذلك فى العراق ماهو إلا محاولة لتنفيذ ما أطلقت عليه وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس فى 2005 «الفوضى الخلاقة» والتى ينجم عنها حكومات راديكالية تقود شعوبها إلى الاقتتال والحروب الأهلية فينتهى الأمر بالتقسيم وظهور دول جديدة على الخريطة،وقد حدث ذلك من قبل وبنجاح منقطع النظير مع السودان والذى تحول فى لمح البصر إلى دولتين،

وبدا لأصحاب أجندة التقسيم أن الطريق قد أصبح ممهداَ بعد 25 يناير 2011 وزاد اليقين بالنجاح بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم فى 2012 ،ولكن الشعب المصرى أدرك سريعا أن هذه الجماعة قد باعت له الاوهام،وأن مشروع النهضة ماهو إلا اكذوبة من اكاذيبهم التى دأبوا على ترديدها منذ نشأتهم الأولى على يد حسن البنا فى الاسماعيلية 1928، وبات الشعب يدرك الحقيقة بعد مرور أول مائة يوم على حكم محمد مرسى.

وبدأ الشعب يشعر بأن الاخوان لاهم لديهم سوى أخونة الدولة والانتقام ممن خالفوهم الرأي،وحين ضجت الناس بأفعالهم قرروا تلجيم ألسنة المعترضين بإعلان دستورى يحول محمد مرسى إلى مرتبة الإله، فقراراته ملزمة وغير قابلة للاعتراض أو المناقشة ومن حقه أن يعزل ويسجن ويعدم من يشاء،وهذا الاعلان الدستورى كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، حيث خرجت الناس معترضة عند الاتحادية فقابلتهم حجافل الاخوان لتبدأ الشرارة الأولى فى الحرب الأهلية التى طالما حذر منها الجيش المصرى العظيم والذى لم يكن له أن يغمض العين عما يحدث لابناء الوطن، فقام الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك بإسداء النصيحة تلو الأخرى إلى مرسى وجماعته ولكنهم لم ينصتوا إليه، فظلت الأمور تسير فى طريق مظلم ينتهى بنفق ملئ بالدماء ولولا تدخل الجيش وحمايته لجموع المصريين الذين خرجوا فى 30يونيو لانتهى الأمر بكارثة.

ماذا لو

ماذا لو أن الجيش لم يصدر بيانه فى ٣ يوليو؟..هذا السؤال سيقودنا إلى سيناريو افتراضى لأحداث حتمية كانت ستمر بها بلادنا،فغالبية الذين نزلوا إلى الميادين سيصابون ولاريب بحالة من الإحباط واليأس،ومنهم من كان سيعود إلى بيته حزينا،مستسلما للأمر الواقع، أما البعض الآخر فكان سيصرعلى الاعتصام فى الميادين،وعندئذ سيطلب مرسى من الجيش أن يتدخل لفض الاعتصامات ولكن الجيش الذى لم يرفع سلاحه يوما فى وجه الشعب كان سيرفض هذا الطلب وعندئذ كانت أحداث الاتحادية ستعاد مرة أخرى ولكن بطريقة أبشع، حيث تتحرك مجموعة من كتائب الاخوان المسلحة إلى الميادين لطرد المعتصمين.

ويبدأ الأمر برشق الحجارة بين الطرفين وينادى صفوت حجازى حى على الجهاد فيهرول إليه حازم ابواسماعيل ومئات من أتباعه الذين كانوا يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامى عدة شهور وكانوا يذبحون النعاج والنوق على أبواب المدينة بعدما كانوا يكتبون أسماء الإعلاميين عليها،ويأتى طارق الزمر ومعه محمد عبدالمقصود على رأس مجموعة من السلفية الجهادية ويردد الزمر نفس ماقاله أمام جامعة القاهرة فى جمعة الدفاع عن الشرعية «سنسحقهم».. وعندئذ ستهيب وزارة الداخلية بالمواطنين عدم التصادم ولكن وااسفاه.. يبدأ الاقتتال وتشتد الأزمة لاسيما وأن الضحايا تزداد فيطلب الرئيس من الجيش ان يتدخل لإيقاف عمليات العنف،وهنا لابد ان يتحمل الجيش مسئوليته التاريخية تجاه الشعب،فتتحرك بعض وحداته للوقوف بين الطرفين،وهنا وجدت مجموعة من الإخوان الفرصة للنيل من الجيش وراحوا يهتفون ضده وقرروا مهاجمة ضباط الجيش.

الحقيقة

الحقيقة ان الجيش المصرى كان ومازال وسيظل حاميا لهذا الوطن،واقفا مع إرادة شعبه ولذا فقد خرج الجيش ببيانه التاريخى فى الثالث من يوليو والذى جاء بصوت العقيد ياسر وهبه وفيه «إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد،وهو يلقى علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر، لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرا خطورة الظرف الأمنى وماتحمله طياته من مطالب الشعب المصرى العظيم،ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوع لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة.

إلا ان هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الاعجاب والتقدير»…«إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع ثمانية وأربعين ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن»وهنا ارتعدت فرائص مرسى وهو يستمع لبيان القيادة العامة للقوات المسلحة وهاج وماج أمام ضباط الحرس الجمهوري،وكان فى حالة عصبية جعلته يردد بشكل هيستيرى، أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة..

 

أنا الرئيس..

 

أنا رئيس الجمهورية..كيف يذاع هذا البيان دون إذنى، وفى هذا الوقت كانت الدكتورة باكينام الشرقاوى تجرى اتصالا بوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود تسأله كيف اذيع هذا البيان دون إذن الرئيس، أما المرشد العام للإخوان فقد نصح مرسى بالاتصال فورا بالرئيس الامريكى وإبلاغه ان الجيش يتدخل فى المشهد السياسى وسيؤدى هذا إلى تعطيل حركة الديمقراطية، وبالفعل قام عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية والذى صار يتعامل وكأنه وزير خارجية مصر وهو بلا مؤهلات دبلوماسية ولا يمت للعمل الدبلوماسى بصلة فهو طبيب تحاليل ، ولكن هل كان بوسع مرسى أن يرفض طلبا لمرشد الإخوان؟.

 وها هو عصام الحداد يطلب البيت الأبيض كى يتحدث مرسى مع أوباما ففوجئ بأن الرئيس الأمريكي فى زيارة لتنزانيا، عندئذ شعر مرسى بالمأزق الذى يواجهه، فالساعات تمر ومهلة الثمانية والاربعين ساعة ستنتهى، والجيش هذه المرة لن يترك الأمر للظروف ولكنه حدد ماسوف يفعله، انها خارطة المستقبل، ورصدت أجهزة الأمن اتصالات مكثفة بين قيادات الجماعة والخارج ، فهم يريدون ارباك الجيش بحوادث سريعة ومتلاحقة ولكن عيون مصر الساهرة كانت لهم بالمرصاد، وتم إحباط كل المحاولات، وفى تلك اللحظات العصيبة توالت الأخبار على رأس مرسى كالصواعق، فهناك اكثر من تسعين دبلوماسيا تقدموا باستقالتهم فضلا عن بعض المسئولين الكبار كمحمد كامل عمرو وزير الخارجية وهشام زعزوع وزير السياحة وحاتم بجاتو وزير الدولة للمجالس النيابية وعاطف حلمى وزير الاتصالات وعبدالقوى خليفة وزير المرافق.

كما أصدر حزب النور بيانا يعلن فيه تأييده لمطالب الشعب، وأصدر الأزهر الشريف بيانا يدعو كل مسئول إلى تحمل مسئوليته أمام الله تعالى محذرا من الانجراف إلى حرب أهلية ،وأصر مرسى أن تصدر الرئاسة بيانا تؤكد فيه أن بيان الجيش من شأنه إرباك المشهد السياسى فى مصر.

قام مرسى بتسجيل خطاب وبثه وهو الذى عرف بخطاب الشرعية،حيث كرر كلمة الشرعية فيه أكثر من مائة مرة،وظهر للقاصى والدانى أن مرسى بات مهزوزا،ضعيفا، يبدو عليه الخوف، لكنه يصر على عناده ، فلو أنه امتثل لإرادة الشعب وأقال الوزارة ووعد بإجراء انتخابات مبكرة لجنب نفسه وجماعته كل ماحدث ، ولكن إرادة الله فوق كل شىء ، فالله تعالى يعلم ما فى أنفس هؤلاء ،لذا أمدهم فى طغيانهم حتى ينهى أمرهم ويزيحهم عن حكم مصر..ومرت الساعات ووجه الفريق أول عبدالفتاح السيسى الدعوة لعدد من الشخصيات العامة ورؤساء الاحزاب وتم توجيه الدعوة لحزب الحرية والعدالة لكن سعد الكتاتنى لم يحضر،وبعد مشاورات ومناقشات توافق جميع الحضور فى 3 يوليو على صياغة البيان الذى القاه الفريق أول عبدالفتاح السيسى لتبدأ مصر مرحلة تاريخية جديدة وتطوى صفحة سوداء كتبها مجموعة من تجار الدين والدين منهم برئ..

#القرار #أيمن #سلامة #يكتب #الكابوس #سيناريو #الرعب

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد