- الإعلانات -

- الإعلانات -

الموسم السياحي و التحديات الصحية

 
امام الازمة الصحية و انتشار فيروس كورونا الامر الذي أدى الى فرض حظر التجول و اغلاق النزل و المطاعم السياحية عاش القطاع السياحي في تونس ازمة خانقة لا مثيل لها ، فانخفض عدد الوافدين على تونس بـنسبة 78 بالمائة بين شهر جانفي 2020 إلى حدود يوم 20 ديسمبر 2020  ، و تراجعت العائدات السياحية بنسبة بـ 64 بالمائة سنة 2020 مقارنة بسنة 2019 و انخفضت معها الليالي المقضاة في النزل بنسبة 80 في المائة فوجد المئات من التونسيين انفسهم امام أبواب البطالة في الوقت الذي كان  يوفر القطاع السياحي  1.2 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة حوالي 5.62 مليار دينار من العملات الصعبة و يساهم  بنسبة 14.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي .
 
كانت وزارة السياحة قد أعلنت يوم 16 نوفمبر 2020، عن جملة من الإجراءات و القرارات التي اتخذتها  رئاسة الحكومة من اجل حماية القطاع السياحي  على غرار تكفل الدولة بمساهمات الاعراف بعنوان الثلاثية الرابعة من 2020 و الاولى والثانية لسنة 2021 للعمال الذين تمت احالتهم على البطالة الفنية ، جدولة أصل الدين المتعلق بالضمان الاجتماعي الى الثلاثية الثالثة من 2020 والاعفاء من خطايا التأخير في الدفع وتعليق اجراءات التتبع القانوني في حق كل مؤسسة سياحية تحترم الجدولة وتوقيتها القانوني. ; و تعلقت الإجراءات الأخرى بتمكين العملة الذين احيلوا على البطالة الفنية بسبب الجائحة من منحة 200 دينار طيلة فترة البطالة، وتنفيذ برنامج تكوين لصالح من أحيلوا على البطالة من عملة السياحة مع منحة حضور بـ300 دينار في اخر التكوين.

الا انه و بحسب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الاسفار جابر بن عطوش لم تطبق الحكومة تعهداتها  الخاصة بدعم القطاع السياحي كتأجيل خلاص أقساط القروض والخطايا و أضاف في تصريح لإذاعة موزاييك اف ام بتاريخ 13 فيفري 2021 ان  البنوك التوسية لم تتفاعل  مع العاملين في القطاع السياحي  :” 20 بالمائة فقط من الطلبات تفاعلت معها البنوك  و بلرغم من تخصيص الدولة لحوالي 500 مليون دينار لدعم القطاع السياحي اسند فقط 170 مليون دينار ” .
من جهته اعلن وزير السياحة الحبيب عمار فتح المجال أمام الرحلات السياحية الاجنبية يوم 19 افريل المقبل و ذلك حسب شروط سيتم ضبطها مع وزارة الصحة مؤكدا أهمية استئناف الموسم السياحي و على عزم وزارة السياحة جعل تونس وجهة سياحية امنة :” نشتغل على سمعة تونس  من خلال جعلها وجهة سياحية امنة من الناحية الصحية ” و ستمكن حملة التلقيح التي انطلقت فيها تونس في دعم مجهودات وزارة السياحة حسب تعبيره .

و قال وزير الصحة خلال استضافته اليوم الثلاثاء 30 مارس 2021 في إذاعة موزاييك اف ام انه على تواصل مع ممثلي وكالات الاسفار من اجل الاستعداد لموعد 19 افريل مشيرا الى ان اهم التحديات التي تنتظر تونس هي الوضع الصحي و مدى تقدم نسق التلقيح :” تباحثنا مع ممثلي وكالات اسفار أوروبية حول اخر تحضيرات الموسم السياحي المقبل و وجدنا تجاوبا منهم حيث اكد لنا ممثلو وكالات اسفار فرنسية و أيضا من أوروبا الشرقية عزمهم برمجة تونس كوجهة سياحية حالما يتحسن الوضع الصحي “.
و خلال تصريحه الإذاعي اكد الحبيب عمار ان الاستعداد للموسم السياحي ينطلق قبل أربعة اشهر من انطلاقه  لذلك تعمل الوزارة منذ الان على التحضير للموسم المقبل ، و دعا في هذا السياق البنوك التونسية الى التعامل بمرونة مع العاملين في القطاع بسبب الظرفية الاقتصادية الحالية :” نحن في حالة استثنائية و يجب ان تتفهم البنوك هذا الامر خاصة بالنسبة للعاملين في القطاع الصحي و الذين كانوا اكثر المتضررين من الجائحة و من الزمة الاقتصادية ” ، و أشار وزير السياحية في هذا السياق الى ان القطاع السياحي شهد ثلاثة أزمات اقتصادية سنة 2011 ، 2015 و سنة 2020 بسبب فيروس كورونا و كانت :” ثلاثة أزمات متتالية لم تسمح للقطاع السياحي بالتقاط أنفاسه ” .
و يعتبر القطاع السياحي من اكثر القطاعات تضررا وهو الذي  يمثل مورد رزق ل 750 عائلة تونسية : 400 الف عائلة تعيش مباشرة من القطاع الصحي و 350 الف عائلة تعيش من قطاع الصناعات التقليدية ، في هذا السياق اكد وزير الصحة الحبيب عمار ان الوزارة ستعمل على التنويع في المنتوج السياحي على غرار الاعتماد على السياحة المستدامة مشددا على أهمية الاعتماد على جودة المنتوج :” لن نعتمد على الكمية بل على نوعية المنتوج ” .
كذلك و في اطار حملة التلقيح التي انطلقت في تونس مع إعطاء الأولوية للعاملين في القطاع الصحي ، لكبار السن و لأصحاب الامراض المزمنة دعا وزير السياحة الى تضمين القطاع السياحي ضمن أولويات التلقيح :” يجب ان يكون القطاع السياحي ضمن أولوية التلقيح من اجل استرجاع و إنجاح الموسم السياحي ” و بالتالي تحريك العجلة الاقتصادية حسب ما أكده في حواره الإذاعي  .
في الوقت الذي ينتظر فيه مهني القطاع السياحي استئناف الموسم السياحي لاسترجاع وظائفهم و حياتهم المهنية لا يزال مهني الصحة في حيرة و تراودهم الشكوك حول الوضع الوبائي في تونس رغم المؤشرات الإيجابية ، و هي مخاوف تراودهم  بسبب إمكانية حصول موجة ثالثة من فيروس كورونا خاصة مع انتشار المتحورة البريطانية في تونس و رغم انطلاق عملية التلقيح الا انه لا يمكن الجزم و القول بان التلقيح سيقضي على الفيروس و و لا يمكن الجزم ان بعودة الحياة العادية خلال الصائفة المقبلة و تبقى جميعها مجرد تكهنات امام غياب الدراسات و الاثباتات العلمية و يكمن التحدي الاكبر في كيفية استرجاع الموسم السياحي مع المحافظة على صحة التونسيين .
رباب علوي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد