تونس تنجو من سيناريو مرفأ بيروت.. ماذا حدث فى قابس؟

تونس تنجو من سيناريو مرفأ بيروت.. ماذا حدث فى قابس؟

استيقظ سكان العاصمة تونسية، صباح السبت الماضى، على وطأة الصدمة المروعة، غداة الانفجار الهائل الذى وقع فى مصنع الأسفلت بمحافظة قابس، حيث دفعت قوة الانفجار الصهريج إلى أمتار عن مكانه وذلك قبل أن يتمكن أعوان الحماية المدنية من إخماد النيران والسيطرة على الحريق الذى أسفر عن مقتل 5 عمال وإصابة آخر بحروق.

قالت إذاعة “موزاييك” التونسية، إن أعمدة دخان سوداء كثيفة ارتفعت فى سماء المنطقة بعد ”الانفجار الضخم”، التى دفعت قوته الصهريج إلى أبعد من 200 متر عن مكان الحادث، مشيرة إلى أنه بعد حوالى ثلاث ساعات تمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق الناتج عن انفجار خزان قطران فى إحدى الوحدات الصناعية بمنطقة غنوش من ولاية قابس، كما تمكنت من تفادى انفجار خزانين آخرين.
من جانبه، طالب وزير الصناعة والطاقة والمناجم فى تونس، محمد بوسعيد، بتسريع التحقيقات لتحديد الجهة المسؤولة عن الحادث.

ووعد بوسعيد، خلال زيارة إلى موقع الانفجار فى وحدة صناعة الإسفلت بالمنطقة الصناعية فى قابس، أمس الأحد، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير جهاز السلامة الصناعية من حيث النصوص القانونية والتجهيزات لمنع تكرر مثل هذه الحوادث.
فيما أكد مسؤول الدفاع المدنى، أن الوحدة الإنتاجية للأسفلت بقابس قد تضررت بشكل كامل ووجب إيقاف نشاطها آليا حتى تعاد تهيئتها.
أسباب الانفجار
كذلك، أوضح المدير الجهوى للدفاع المدنى بمحافظة قابس، عاطف حويج، فى تصريح لموقع سكاى نيوز عربية، أنهم عثروا على جثث متفحمة لأربعة عمال فى دوائر صهريج الإسفلت المشتعل وعلى مصابين إثنين، توفى أحدهما بمجرد وصوله إلى المستشفى.
وأشار حويج إلى أن الوحدة الصناعية تحتوى على مواد خطرة مثل غيرها من المؤسسات فى المنطقة الصناعية بقابس، وبحسب التحقيقات الأولوية يرجح أن يكون سبب الحريق الذى أدى إلى الانفجار خطأ وسوء تقدير فى أشغال الصيانة الدائرة فى المؤسسة.

فيما أفاد الناطق الرسمى باسم المحكمة الابتدائية بقابس، محمد الكراى، إنه -مبدئيا- كانت هناك عملية لحام صحى قرب الخزان ولكنها كانت بطريقة تقليدية وهو ما أدى إلى الانفجار، وقد تم فتح تحقيق فى الغرض لمعرفة الأسباب الرئيسية بعد الانتهاء من المعاينة والاستماع الى الشهود الذين كانوا هناك.
سيناريو مرفأ بيروت
من جهته، قال النائب عن محافظة قابس فؤاد ثامر لموقع سكاى نيوز عربية، إن الحادث الأليم يستوجب مراجعة معايير الصيانة والسلامة فى المنطقة الصناعية بأكملها حتى لا يتكرر مثل هذا الانفجار الذى كان من الممكن أن يعرض مدينة قابس إلى سيناريو مشابه لكارثة انفجار مرفأ بيروت، حيث أن نشاط المعامل بمنطقة قابس يشمل مواد كيميائية خطرة فضلا عن وجود مصنع للغاز ومجمع كيميائى بالقرب من وحدة تصنيع الإسفلت الذى يستعمل لتعبيد الطرقات.
وتابع النائب إن التحقيقات متواصلة وأن أولى نتائجها توجه أصابع الاتهام إلى أشغال الصيانة وعدم احترام معايير السلامة بالمصنع وهو وحدة صناعية تونسية معدة لصناعة إسفلت الطرقات.
فيما هدد الاتحاد الجهوى للشغل بإيقاف الإنتاج بكافة معامل المنطقة الصناعية دفاعا عن حق العمال فى الحياة، كما دعت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إلى تزويد المنطقة الصناعية بقابس بمركز تدخل صحى مجهز.

سعيد يوجه بتسريع التحقيق فى الانفجار
من جانبه، وجه الرئيس التونسى، قيس سعيد، بالإسراع فى التوصل إلى نتائج التحقيق فى الانفجار، وذلك إثر زيارة أجراها للمصنع المنكوب، اجتمع بعدها مع كوادر أمنية وعسكرية وممثلى الوزارات فى الجهة بمقر ولاية قابس.
وخلال الاجتماع، شدد سعيد على “ضرورة وضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب”، مؤكدا على أهمية الإسراع فى التوصل إلى نتائج التحقيق فى الانفجار. وقال إن “قابس تتوفر بها كل المقومات التى تجعل منها منطقة فلاحية وسياحية متميزة”.
وأعلن عن إحداث مركز للعلاج من الأورام السرطانية فى قابس، سيكون تحت إشراف الإدارة العامة للصحة العسكرية (تتبع وزارة الدفاع)، وسيحتوى على مركز علاج بالأشعة وصيدلية للأدوية الخاصة بالأورام.

وتابع أن المركز من شأنه أن يساهم فى تقريب الخدمات الصحية لأهالى قابس ومحافظات الجنوب عامة.
وتعد قابس من أكبر المدن الصناعية التونسية حيث أن جميع الأنشطة الاقتصادية موجهة نحو الصناعات الكيميائية مثل الأسمنت والمنتوجات الكيميائية ومصانع القرميد ومصفاة للبترول ومصنع للغاز، غير أن المنطقة الصناعية الموجودة بها تسبب مشاكل بيئية كبيرة منذ سنوات، وتبعد هذه المنطقة كيلومترين إثنين عن وسط المدينة والمناطق السكنية وتختص أنشطتها فى تحويل الفوسفات وقطاع النفط والصناعة الكيميائية وتتسبب من سنوات فى تلوث بيئى يهدد صحة ومحيط عيش الأهالى.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد