تونس.. جدل التطبيع الثقافي مع إسرائيل يستعر مجددا

تونس / مروى الساحلي / الأناضول ـ مدير مؤسسة أدبية حكومية “يشعل الشرارة”.. ومطالبات واسعة بإقالتهـ رئيس “رابطة الكتاب التونسيين الأحرار” الأديب جلول عزونة طالب بإعفاء مدير “بيت الرواية” كمال الرياحي من مهامه على رأس هذه المؤسسة الحكوميةـ الشاعرة والروائية فضيلة الشابي عبّرت عن “رفضها القاطع” لأي تطبيع مع إسرائيل سواء كان سياسيا أو ثقافيا- الشاعر التونسي يوسف رزوقة اعتبر أن تونس ومثقفيها بعيدون كل البعد عن التطبيع الثقافيتشهد الساحة الثقافية في تونس، في الفترة الحالية، سجالا واسعا بين أدباء ومفكرين حول إشكالية التطبيع الثقافي مع إسرائيل، أشعل شرارته مدير مؤسسة حكومية.بدأت القصة قبل نحو أسبوعين، حين نشر الروائي التونسي، مدير “بيت الرواية” كمال الرياحي عبر صفحته على فيسبوك، مقالا نشر في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية يتحدث عن روايته “المشرط”، وعلّق عليه: “مقالة نقدية جميلة حول روايتي”.أثار “تفاخر” الرياحي زوبعة في أوساط المثقفين التونسيين، إذ استنكره كثيرون بشدّة، معتبرين أنه يدخل في خانة التطبيع الثقافي مع إسرائيل، خصوصاً بعد ترجمة روايته “المشرط” إلى اللغة العبرية.وسارعت “رابطة الكتاب التونسيين الأحرار” (غير حكومية) إلى إصدار بيان عبّرت فيه عن صدمتها مما “أقدم عليه مدير مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة التونسية من تبجّح وتفاخر بمقالة بائسة نشرتها عنه صحيفة صهيونية رسمية تعدّ من الأذرع الإعلامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، واحتفت في أكثر من مناسبة بالتوسع الاستيطاني للاحتلال وانتصاراته الدموية المخزية على شعب أعزل”.وعلى إثرها، حذف الرياحي تدوينته على فيسبوك، ونشر فيديو أكد فيه أنه لم يتواصل مع أي مؤسسة إسرائيلية، وأن الترجمة تمّت برغبة الكاتبة والمترجمة الفلسطينية ريم غنايم. ولاحقاً، رضخ للضغوط وأقفل صفحته الفيسبوكية.** هرولة إلى التطبيعوفي تصريح للأناضول، طالب رئيس “رابطة الكتاب التونسيين الأحرار” الأديب جلول عزّونة، بإعفاء الرياحي من مهامه على رأس مؤسسة “بيت الرواية” الحكومية.ودعا إلى ضرورة تقديم مشروع قانون يمنع التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وعرضه على مجلس نواب الشعب (البرلمان).ولاحظ عزّونة “هرولة رهيبة ومريبة للتطبيع من قبل الجامعيين والكتّاب التونسيين والعرب نحو تبييض التعامل مع إسرائيل تحت أغطية مختلفة”.وذكّر بموقف الكتّاب التونسيين الأحرار من القضية الفلسطينية المبدئية، والذي ينبذ جميع أشكال العنصرية والتمييز بين الأديان، مؤكداً أن “هذا الموقف المبدئي يتماشى مع ما عودنا به الكتّاب قديماً وحديثاً وفي كل الأمم، وهو المتمثل في الانحياز المبدئي لكل القضايا”.وأشار إلى وجود مبادرات تونسية فردية في ما يتعلق بالتطبيع الثقافي، من خلال مشاركة بعض المثقفين في ملتقيات عالمية تحضرها وفود إسرائيلية، من دون تقديم أمثلة على ذلك، لافتا إلى أن الوفود التونسية كانت تنسحب (سابقاً) من حضور مثل هذه المنتديات.واستشهد عزّونة بموقف وزير الخارجية التونسي المنجي سليم، الذي انتُخب بالإجماع رئيساً للجلسة العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 1961، والذي رفض يومها مصافحة وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مائير عندما اقتربت منه لتهنّئه.** رفض التعامل مع المطبّعينوعبّرت الشاعرة والروائية التونسية فضيلة الشابي، في تصريح للأناضول، عن رفضها القاطع “لأي تطبيع، سواء كان سياسياً أو ثقافياً مع هذا الكيان الفاشي”.وألغت الشابي لقاءً كان مخصصاً لها لتتويج مسيرتها الأدبية كان مبرمجاً يوم 5 مارس/ آذار الجاري في “بيت الرواية” الذي يديره الرياحي؛ لرفضها “التعامل مع هذا الكاتب المطبّع مع الكيان الصهيوني”، بحسب تعبيرها. وأكدت أن الرياحي سقط في مستنقع التطبيع الثقافي مع إسرائيل بقبوله ترجمة روايته إلى اللغة العبرية.وتابعت الشابي، المعروفة بنصرتها للقضية الفلسطينية، أن “أناسا مثل هؤلاء لا يستحقون أن يديروا فضاءات ثقافية مهمة، هناك من يستحقون تلك المناصب أفضل منهم”.وأضافت: “لي ثقة بالمسؤولين الشرفاء ليتخذوا قرارات بإقالة الرياحي من منصبه”.وأكدت أنها “ضد التطبيع الثقافي مع إسرائيل الذي احتل فلسطين واغتصب أرضها وقتل شعبها وظل الاحتلال الوحيد في كوكب الأرض”.** “لا للتخوين”أما الروائي والشاعر التونسي يوسف رزوقة، فاعتبر في تصريح للأناضول، أن تونس ومثقفيها بعيدون كل البعد عن التطبيع الثقافي .واستبعد أن يكون هناك من يخون القضية الفلسطينية، قائلاً: “علينا أن لا نقرأ الكتاب من عنوانه، وعلينا أن ننتصر للإبداع التونسي”.وتابع أنه من المفروض أن يتأنى كل مثقف في إبداء رأيه حول مسألة حساسة تقتضي إعمال العقل والإلمام بملابسات القضية، مؤكداً حق الكاتب في الدفاع عن رأيه من دون إلحاق الأذى النفسي والجسدي به.وأكد رزوقة أنه “يجب أن ننأى بأنفسنا عن مثل هذه الممارسات، ويجب ألا نخوّن بعضنا”.وحادثة الرياحي لم تكن الأولى في تونس، إذ سبقتها حوادث أخرى لمحاولات التطبيع مع إسرائيل، لعل أبرزها مشاركة الفنان نعمان الشعري في عمل مع الفنان الإسرائيلي زيف يحزقيل بعنوان “سلام الجيران” (أواخر 2020).إضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين التونسيين في حفلات بإسرائيل، مثل قاسم كافي (2018)، ومحسن الشريف ومنصف عبلة (2019).

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد