جريدة المغرب | لقاء مرتقب بين سعيد والغنوشي : هل يكون مصير المشيشي والتسوية السياسية محوره ؟

صدرت 3 بلاغات تباعا عن مؤسسات مختلفة تتقاطع ثلاثتها في اكثر من نقطة حول هوية الشخص الذي حضر في جميعها وهو لطفي زيتون،

اذ انها وبأشكال عدة تلتقى في تناولها لمستقبل حكومة هشام المشيشي الذي بات محكوما بما ستفضى اليه جهود الوساطة للتقريب بين قصر قرطاج ومجلس النواب في باردو.
مساء الاثنين الفارط نشرت رئاسة الجمهورية بلاغا أعلنت فيه ان الرئيس التقى مع القيادي المستقيل من حركة النهضة لطفي زيتون، قبل ان تفرج عن تسجيل فيديو لكملة الرئيس امام ضيفه التي تناولت عدة ملفات اراد الرئيس سعيد ان يبين موقفه منها او ان يشرح اللبس الحاصل فيها وفق قوله.لقاء تطرق فيه سعيد الى موقفه من العودة لدستور 1959 ومن النظام السياسي الامثل لتونس وتعرج على التوتر بينه وبين الاتحاد وعلى موقفه من الحوار الوطني، واهم ما جاء بيه اللقاء لم يقع تضمينه في البلاغ ولا في التسجيل المصور الذي نشرته الرئاسة.
ويبدو ان أهم ما حمله اللقاء -ووفق الاحداث التي تلته- ارضية لمبادرة سياسية تنطلق بلقاء يجمع الرئيس قيس سعيد برئيس حركة النهضة والبرلمان راشد الغنوشي، وهذا ما كشفته تدوينة نشرت على صفحة الغنوشي على «فايسبوك» صباح امس.تدوينة اعلن فيها ان الغنوشي استقبل لطفي زيتون بطلب من الأخير. وان زيتون اقترح على «زعيمه» السابق ان يلتقي برئيس الجمهورية وهو ما رحب به الغنوشي معلنا على انه مع الحوار للخروج من الأزمة. تدوينة اعاد نشرها زيتون في حسابه الخاص.وبعد ساعات قليلة نشرت صفحة الغنوشي تدوينة جديدة أعلنت فيها ان الحوار المبرمج بثه امس الثلاثاء على قناة حنبعل الخاصة قد وقع تأجيله. لاحقا ونشر لطفي زيتون تدوينة جديدة أعلن فيها انه التقى مع نور الدين الطبوبي الامين العام لاتحاد الشغل
يبدو ان القيادي السابق بحركة النهضة لطفي زيتون بات الوسيط الجديد لتجاوز الازمة السياسية. فالرجل وفي الساعات الـ24 الفارطة التقى بكل من رئيس الجمهورية ولاحقا برئيس البرلمان وحركة النهضة قبل ان ينهى جولته بلقاء الامين العام للاتحاد.
لقاءات ثلاثة الجامع بينها لطفي زيتون ومن ورائه الازمة السياسية التي يبدو انها ستشهد مسار وساطة جديدة، يقودها زيتون للتقريب اولا بين رئاسة الجمهورية والبرلمان وثانيا بين الرئاسة والاتحاد، وهنا قد لا يتجاوز دور زيتون دور المبعوث لرأب الصدع بين الرئاسة والاتحاد على خلفية تصريحات الرئيس التي تراجع عنها وقال انه لم يقل ان من اشرفوا على الحوار وشاركوا فيه غير وطنيين وانه لم يرفض مبادرة الحوار ولكن يريدها ان تشمل الشباب وان تنتهج مقاربة جديدة.
والحدث هنا يصبح اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، لقاء كان دافعا الى تاجيل الحوار الصحفي الذي سوقت له النهضة منذ نهاية الاسبوع الفارط وأعلنت انه سيحمل مبادرة جديدة للخروج من الأزمة لتطلق بالونات اختبار بتسريبات وراءها دعوة المشيشي لتشكيل حكومة سياسية والذهاب بقوة لفرضها.لكن بعد التطورات الاخيرة اجلت النهضة طرح مبادرتها ويبدو انها قد تتخلى عنها في سبيل الوصول الى تسوية سياسية مع الرئيس، تسوية تدرك النهضة انها قادرة على الوصول اليها اذا احسنت ادارة التفاوض مع سعيد الذي بات شبه معزول في المشهد السياسي على خلفية تحركاته الاخيرة خاصة في علاقة بإثارة العمل بدستور 1959.
لقاء مرتقب قد يناقش عناصر تسوية. سيكون عنصرها الاساسي حكومة المشيشي ومصيرها. وهنا يبرز موقف الرئيس الذي يعتبر انه لا مكان للمشيشي في اي حل للخروج من الازمة الراهنة، وهذا معناه انه سيقدم عرضا يتضمن تشكيل حكومة جديدة دون المشيشي لكن ما الذي سيقدمه للنهضة في المقابل هذا ما سيكون العقبة.فالنهضة وان ابدت في تصريحات قادتها تمسكا بالمشيشي الا انها لا تغلق الباب امام الفرضيات ومنها التخلي عنه غير ان هذا سيكون له ثمن اوله تنازل من الرئاسة وانهاء لحالة العداء ضدها من قبلها وان تشمل التسوية اقرارا بحماية موقع رئيس الحركة في البرلمان. كل هذا سيظل رهين انعقاد اللقاء الذي قد يفتح الباب على مرحلة جديدة قد تحمل حلا للخروج من الازمات المتفاقة في البلاد.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد