“ذكريات المسحراتي في مصر الستينيات” وصل عددهم في القاهرة إلى 4 آلاف

تاريخيًا فإن مهنة المسحراتي في مصر ليس معروفًا على وجه الدقة أول من مارسها، إلا أن أقدم إشارة حول أول مسحراتي في مصر تعود إلى العصر العباسي وقام بها والي مصر عَنْبَسة بن إسحق الضَّبِّي.
أول مسحراتي في مصر كان من الخوارج
مسحراتي – رسمة تعبيرية
تولى عنبسة بن إسحق حكم مصر في زمن المنتصر العباسي سنة 853م وظل يحكمها 3 سنوات، ورغم المزايا التي في حكمه لكنه كان من الخوارج، ورغم أنه كان من الخوارج لكن كانت سياسته في الحكم رشيدة إذ كان يرد المظالم وأظهر عدلاً أشاد به المصريون، إلى جانب ذلك فقد استحدث شيئًا وهو التسحير بنفسه حيث كان يمشي من عاصمة حكمه مدينة العسكر وكان ينادي في شهر رمضان بالسحور، وذلك كان قول الكندي واعتمد على أبياتٍ شعرية في ذم عنبسة لكونه من الخوارج أنشدها يحيى بن الفضل للخليفة العباسي تقول«بِئْسَ والله مَا صَنَعْتَ إِلَيْنَا … حِينَ وَلَّيْتَنَا أَمِيرًا مُصَابَاخَارِجِيًّا يَدِينُ بِالسَّيْفِ فينَا … وَيَرَى قَتْلَنَا جَمِيعًا صَوَابَامَرَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ نَهَارًا … يُنَادِي السَّحُورَ ظَلَّ وَخَابَا».[1]
ذكريات مسحراتية مصر في الستينيات
مسحراتي في مصر – عدسة الأهرام
من ذلك التاريخ وعرفت مصر فكرة المسحراتي حتى وصل من يمارس هذه المهنة في شهر رمضان إلى 4 آلاف شخص في القاهرة وحدها وفق إحصاء أجرته مجلة آخر ساعة.[2]
مسحراتي بمصر
محرر مجلة آخر ساعة تكلم مع الحاج عطاالله أحمد مسحراتي منطقة الوايلي والذي قال له عن أجر المسحراتي: جرف العرف أن يطوف صباح العيد على جميع البيوت التي تقع في منطقته ليأخذ منهم العيدية، وهي إما نقود أو بعضًا من الكعك، وفي الماضي كنا نتعرض لبعض مضايقات مشايخ الحارات إذا لم ندفع لهم بعضًا من المال يصل الى جنيهين ولكن هذه الاتاوة لم تعد موجودة الآن وأصبح المسحراتي يقوم بعمله في طمأنينة تامة.
اقرأ أيضًاقصة المسحراتي سيد مكاوي ومرحلة الكباريه السياسي ببصمة علاء عبدالخالق
ومن الأشياء اللافتة التي حكاها محرر آخر ساعة أنه في حي الخليفة بالقاهرة ظهرت امرأة تدعى أم تونس مارست مهنة المسحراتي بالوراثة عن أمها وجدتها وكانتا تعملان في هذه المهنة منذ أيام الخديوي إسماعيل، ثم ماتت أم تونس والحزن يعتصر قلبها لأنها لم تنجب بناتًا يرثن المهنة من بعدها.
المسحراتي في مصر
وعن تواري مهنة المسحراتي تكلم طه أبو سليم مسحراتي منطقة الشرابية منذ عام 1928م لمحرر مجلة آخر ساعة وقال «المسحراتي ما زال له دوره ومكانته وبهجته في الأحياء الشعبية، فسكان هذه الأحياء يعتمدون علينا اعتمادًا كليًا، ويساعد على ذلك الروابط الأسرية التي تربط سكان هذه الأحياء، وتقارب البيوت وعدم وجود المنازل الكبيرة العالية، أما في الأحياء الأخرى غير الشعبية حيث البيوت العالية والشوارع الواسعة فالمسحراتي في الواقع بدأ يختفى منها لأن سكان هذه الأحياء يعتمدون على الساعات الكبيرة وعلى الراديو».
إقرأ أيضا

[1]  أبو عمر الكندي، كتاب الولاة وكتاب القضاة، تحقيق: محمد حسن إسماعيل، أحمد فريد المزيدي، ط/1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ / 2003م، ص151.[2]  محرر، ملامح رمضانية .. 4000 مسحراتي في القاهرة ما حكايتهم، مجلة آخر ساعة، عدد 1779، يوم 27 نوفمبر 1968م، ص21.

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

#ذكريات #المسحراتي #في #مصر #الستينيات #وصل #عددهم #في #القاهرة #إلى #آلاف
تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد