- الإعلانات -

- الإعلانات -

عن الصحافة والمقاومة.. إعلاميون جزائريون واغتيال شيرين أبو عاقلة

لم يُفاجأ من يَعرف حقيقة إسرائيل الإجرامية باغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة برشاش الجندي الإسرائيلي لحظة قيامها بمهمتها الصحافية، التي رسخت في أذهان عامة وخاصة الناس كنموذج للمهنية العالية بكل المعايير الممكنة. ابنة فلسطين والقدس تحديدًا، دخلت التاريخ كما لم تكن تحلم يومًا ما، مُطاردة في نعش على المباشر في مَشهدٍ سيبقى مُرادِفًا لوحشيَّةٍ يَندَى لها جبينُ الإنسانية.

شيرين التي لم تكن صحافية عادية، لم تكن شهيدةٌ عادية أيضًا بكلِّ المُواصفات والتجليَّات، وسُقوطها بطريقة غيرِ مسبوقة لم يكشف عن وجه إسرائيل البشع والمناهض للحياة والحق والكرامة فحسب – إذا استندنا إلى الأدبيات الكلاسيكية المُؤرِّخة لجرائمَ عدوٍّ استيطاني قام على الاغتصاب والظلم-، بل أكدَّ ورسَّخَ ظُلم وتواطؤ عالمٍ غربي يَكيلُ بمكيالين حينما يتعلَّقُ بحريَّةِ غيره من المِلَلِ التي تُقارب الكرامة والعدل والحقوق الإنسانية خارج دائرةِ رُؤاه التعسفية. إذا أضفنا تواطؤ الإخوَة الأعداء مع قاتل شيرين من السيَّاسيين والمثقفين والإعلاميين، تكتمل صُورة شهادَةٍ ثُلاثيَّة الأركان والأبعاد. إنه الأمر التراجيدي الذي يجعلُ من اغتيالِ شيرين لحظَةً فارقةً في تعاطي قَتلتها المُباشرين وغير المباشرين مع حدثٍ مأساويٍّ غيرَ مسبوقٍ أسْقَط خِطابَ غربيِّينَ مُنافقين يَرضَخُون للظَّالِم الأقوى، وحجج قادة عربٍ ومسلمين تحالفوا معهم باسم مُحاربة إرهابٍ يُفسِّرُه سادتهم الذين ما زالوا يُحاولون طمسَ حقيقَةَ قاتِل شيرين الإرهابي بمَقاسِهم الأيديولوجي.

كما كان مُنتظرًا، كانت “ضفة ثالثة” على موعدٍ مع التزامها المِهني والأخلاقي، بِدعوتها إعلاميين جزائريين إلى التَّحدُّث عن المعنى الذي يكتسيه اغتيالُ شيرين أبو عاقلة كشهيدة إعلامية. تحدَّثَ من لبَّى دعوةَ استطلاعنا أيضًا عن ردودِ الأفعالِ التي سُجِّلت على الصعيدين الإعلامي والثقافي غربيًّا وعربيًّا، على النحو الذي يُؤكِّد صحَّة حقائِقَ لَصيقَةً بمسارِ التطبيع مع عدو ماضٍ في فرضِ بطشٍ يدفعه إلى التنكيلِ بالشهيد الفلسطيني وهو في نعشه، كما حدث لشيرين العِبرة والأمثولة والقُدوة لكل من أراد أن يَتَّخذها نموذجًا يُحتذى به، ويرقى إلى مستوى العمل الصحافي الأسطوري.

اغتيال مبرمج

محمد شلّوش، الصحافي السابق في القناة الإذاعية الأولى ومُديرها لاحقًا، قبل أن يُعيَّنَ على رأس الإذاعة الثقافية، ويستقيلَ من قناة “الجزائر الدولية 24″، كان أول من لبَّى دعوة “ضفة ثالثة” مُتحمِّسًا لقضيَّةٍ تسكن وجدانه، حيث قال: “اغتال الاحتلال الصهيوني شيرين غدرًا، لأنَّ عملها الصحافي كان لا أقل قوة من كلِّ أشكالِ المقاومة، واغتالها قناصٌ جبان ليُسكِتها إلى الأبد، ويَحْجب بِرَحيلها الحقيقَةَ التي كانت تَتعقبها طيلة رُبع قرن، وتنزع عنها ستائرَ التضليل فتَنكشفُ للعالم، مُعريَّةً جرائمَ الكيانِ الذي اغتصب الأرض وانتهك العرض واستحل الدم الفلسطيني”.

بهكذا تعبير غنيٍّ عنِ التعليق ردَّ شلُّوش على دعوة “ضفة ثالثة”، قبل أن يُضيف مُعمِّقًا حقيقةَ الاغتيال المُبرمج والمُتَعمَّدِ لنجمةِ القدس على حد تعبيره: “الجريمة كانت مُكتملة الأركانِ على شاشة “الجزيرة”، وسَقَطت شيرين التي راحت ضحيَّةَ قنَّاصٍ تابعٍ لجيش الاحتلال في موقعٍ لم يَكُن فيه مُسلَّحُون ولا مَظاهِرَ احتجاج أو اشتباك، ووحدها شيرين كانت حاضرة رفقة فريق العمل الصحافي”. الإعلامُ الغربيِّ لم يُفاجِئ شلُّوش بموقفه المُزدوج المعايير، ويَعرف بخبرته الطويلة أنَّه تَنَاقَض مُجدَّدًا وبشكلٍ صارخٍ مع تحضُّرِهِ المُزيَّفِ ومع خطابِ الحرية والديمقراطية، للأسف الشديد -أضاف شلوش- “راح إعلامُ المُطبعين من العرب يَقفزُ على الحقيقة مُلوِّحًا بورقَةِ الرَّميَةِ المُحتملة من الجهة الفلسطينية، في سيناريو يَستغبي عُقول الناس. شيرين أرعبت الكيان الصهيوني بسلاحِ الكلمة وكراس الحقيقة، وأكدت اغتصاب وتَغوّل وقتل كيانٍ مُحتل استقوى بإعلام التضليل والدعاية الكاذبة”. وأسهب شلوش يقول: “اغتيال شيرين لم يكن حدثًا عارضًا من حيثُ التوقيت، وتمَّ عشيَّةَ حُلولِ ذكرى النكبة بيومين، وهي الذكرى الرابعة والسبعين التي تُؤرِّخُ لاغتصابِ فلسطين، وتَصَوَّر كم من طفل حُرم حينها من دِفء سَريره وحُضن أمِّه من ضِمن أكثرَ من ثَمانمئة ألف فلسطيني طُردوا من قُراهم ومُدنِهم وهُجِّرُوا ليَفُوقَ عدد المُبْعَدين اليومَ سبعة ملايين فلسطيني”. أخيرًا، ربطَ شلُّوش بين تزييف حقيقة اغتيال شيرين وطمس الإعلام الغربي لحقيقة الكفاح البُطولي الذي يَقوده الشعب الفلسطيني ومُضيِّه في قتل كلِّ من يَعتَرض مشروعه الاستعماري، مُضيفا “ليسَ غَريبًا على الاحتلال الذي يَرفُضُ عودَة الفِلسطينيين إلى أَراضيهم أن يَعرِض علينًا حقيقَةَ اغتيالِ شيرين أبو عاقلة بِصُورَةٍ مَقلُوبَةٍ، ويَصيرُ الجاني يُلَقَّبُ أبو عمار أو أبو أحمد أو حتى أبو عاقلة”.

تواتي سليماني، الصحافي المُتقاعد الذي قضى حياته المهنية بين الجزائر ودمشق يخدُم الإذاعة الجزائرية، لم يُسهب في الرَّد مثل شلوش، ورد مُركِّزًا باقتضابٍ لافتٍ على سُقوط الكثيرِ من المُثقَّفين والإعلاميين العرب في ما أسماه “أتون مسح الجوخ” رغم هول الجريمة التي راحت ضحيتها الشهيدة شيرين أبو عاقلة على يد كيان أكَّد همجيَّته بشكلٍ غير مَسبوق. وقال تواتي في هذا الصدد: “هروبًا من التَّضييقِ الذي تُمارسه السلطة في الأقطار العربية (لم يُحدِّد من هي) في مجالِ الحريات الفردية والجماعية، راح عددٌ غير قليل من المُثقفين والإعلاميين العرب يَتقرَّبُون من أطروحاتِ إسرائيل طمعًا في نيلِ رضى اللُّوبيات الصهيونية المُتنفذة في عالم الإعلام والثقافة والفن”. هؤلاء -أضاف تواتي يقول- “قايضوا المبادئ والالتزام القومي والأخلاقي بالسكوت أو النأي عن إبداء الرأي الصريح في ما تُمارسه إسرائيل جَهارا ضد الشعب الفلسطيني مُقابل الظَّفَر بجائزَةٍ أو مُشاركة في مسابقة ثقافية”. بشاعَةُ اغتيال شيرين والاعتداء على نعشها بشكل غير مسبوق -أنهى تواتي كلامه- “دفعت هذه الحقيقة التراجيدية بعضَ المُثقفين والإعلاميين العرب إلى الإختباء وراءَ ردود أفعالٍ تكادُ لا تُسمع أو تُقرأ، وبهكذا موقفٍ يعد استشهاد شيرين نعيًا للإنتلجنسيا العربية وطلقَةَ رصاصٍ في نعشها إنْ ظَفرت بنعشٍ قبل أن تُوارى التراب”.

وحشيَّةُ عدوٍّ وقمعُ أنظمة

ردُّ عبد القادر شنيوني، الصحافي الذي كان أحدَ أشهر الصحافيين الرياضيين في الجزائر قبل أن يَشدَّ الرحال إلى الخارج الأجنبي والعربي ليَصنع نجاحَ قنواتٍ عربيَّةٍ ومن بينها قناة “بين سبور”، صبَّ في مجرى الزميلين شلوش وتواتي بتأكيده على وحشية احتلال صهيوني “لم يجد القدَر الكافي من الرد الذي يردعَه رغمَ الطريقَةِ البَشعة التي قتلَ بها الصحافية شيرين أبو عاقلة، التي دخلت تاريخ المهنية والإلتزام بقضية شعبها العادلة قبل اغتيالها”.

شنيوني عاب على الأنظمَةِ العربية التي تَقهَر أصحابَ الرأيِ الآخر وتمنعهم من التعبير الحُرِّ حتى عندما يَتعلَّقُ الأمر بالعدو التاريخي لشعوبها، مستطردًا بقوله: “وهي الأنظمة التي ما زالت تُدجِّنُ الكثيرَ من المُثقفين والصحافيين الذينَ سكتوا قبل اغتيالِ شيرين على ظلم تاريخي معروف عند العامة والخاصة من الناس”. خلافًا لصحافيين ومُثقفين عرب أجانبَ تابعينَ للوبيات الصهيونية التي تحدَّثَ عنها تواتي، راح شنيوني يَصرُخ في وجههم بروحٍ مُتأَلِّمة ومسؤولة مُندِّدًا بهم وبمن يَصمُت على ظلم لا يَحدُث في فلسطين المحتلة على يد الكيان الغاصب فحسب بل حتى في بلدانٍ عربية وِفقَ أجندات مُبرمجة يَطمس أصحابها الحقائق التراجيدية التي يَعيشُها المُواطن العربي البسيط في حياته اليومية، فما بالك بجريمةٍ بشعة طالت صحافية كانت تَقوم بعملها الصحافي بطريقَة مِهنية نادرة وتُدافِع عن حقِّ شعبٍ عربي مُحتل. وأخيرًا وليس آخرًا، تساءل شنيوني عن فداحة انعكاسات غيابِ الحريَّةِ في بُلدانٍ عربية: “تخدُم بقمعها مصالحَ العدوِّ التَّاريخيِّ، الأمرَ الذي يُكرِّسُ واقعًا سياسيا عربيًّا مُخذِلا يتنافى مع تطلعات وطُموحات وتوجُّهات ومَواقِفَ شُعوبها التي دانت دون تردُّدٍ الجريمَةَ البَشِعة التي راحت ضحيتها الصحافية أبو عاقلة”.

الصحافية صارة بوعياد، مُؤسِّسَة “هنا الثقافة”، أول قناة ثقافية في الجزائر، لم تختلف في ردِّهَا جوهريًّا عن رُفقاء دَربِها في مهنة المتاعب. ربطت صارة استشهاد شيرين ثلاث مرات على أيدي الصهاينة والحلفاء الغربيين التاريخيين والعرب المطبعين بقولها: “إن اغتيالها ثلاث مرات لم يكن إلا نتيجةً لتطبيعٍ أصبحَ مُوضة سياسية نَدخُلها كما تَدخُل العروسَ القفص الذهبي. صَمْتُ الكثير من الإعلاميين والمثقفين العرب لا يخرج عن نطاق التطبيع مع عدو قتل مراسلة قناة (الجزيرة) على المباشر، بطريقة تُؤكد أنَّها جريمةُ حرب موصوفة وفق القانون الدولي، على حد تعبير المفكر العراقي عبد الحسين شعبان المشرف على نادي المثقفين العرب. بعضُ صحافيي التطبيعِ من البلدان العربية ندَّدُوا باغتيال شيرين، علمًا أنهم لم يُحرِّكُوا ساكنًا حيال التطبيع مع الصهاينة”. و”تخليدا لذكرى الشهيدة غير العادية- أنهت صارة تعليقها- علينا تأسيس جائزة تُقدَّمُ للإعلاميين الحربيين الذين يُواجهون الموت يوميًّا، ويعيشون على عتبة الرصاص والدم، ليُخلَّد اسمها الذي أزعج الصهاينة، مما دفعهم لقتلها بوحشية عن سبق إصرار وترصد”.

(Gettyimages)

فرحات زايت، الصحافي المتقاعد الذي عمل لعقودٍ في وكالة الأنباء الجزائرية، شاطر الزملاء الذين سبقوه بتعزيزِ تنديدِ مُعظمهم بعَدَمِ ارتقاء ردود أفعالِ المُثقفين والصحافيين العرب إلى مُستوى بشاعة الجريمة التي راحت ضحيتها شيرين أبو عاقلة. وقال زايت “إنَّ الاعتداء الذي تعرَّضَ له موكبها الجنائزي وإسقاط نعشِها في سابقَةٍ أولى من نوعها لم يُغيِّر شيئًا من مُهادنة عددٍ كبير من المثقفين والإعلاميين العرب للكيان الصهيوني، ولا أدلَّ على ذلكَ من عدم تغييرِ موقفهم مِنه ومُراجعته في ظِلِّ ما لَحِقَ بِصُورة جيشٍ إسرائيليٍّ وحشيٍّ بأتمِّ معنى الكلمة”. هذه الحقيقة المرة -أضاف يقول- هي نتاجٌ للأنظمة العميلة المُطبعة مع الكيانِ الصهيوني الذي زَرعه الغرب الاستعماري بهدفِ تفتيتِ الأمة العربية وتمزيق أوصالها. باستثناء بعض الأقلام النزيهة والشُّجاعَة فإنَّ مُعظم المثقفين والإعلاميين العرب استمروا في تَخاذلهم وفي تطبيقِ خُطَّة العدو التَّاريخي الذي كَشف عن بشاعته أكثر من أيِّ وقتٍ مضى في تناقضٍ صارخٍ مع زعمه تمثيلَ الديمقراطية. أخيرًا دعا زايت، كما فعلت بوعياد قبله، إلى تخليد الشهيدة شيرين بتأسيسِ تجمُّعٍ افتراضي دولي من أجلِ نُصرَةِ القضيَّةِ الفلسطينية يَتمُّ من خلالِه جَمْعُ توقيعاتِ الأحرارِ من مُثَقَّفي وإعلاميِّي العالم الداعمِ لحقِّ الفلسطينيين في العيشِ في سلام بدولَةٍ مستقلة عاصمتها القدس، وستكون هذه المبادرة -أنهى زايت قوله- تتويجًا لكلِّ مُبادرات مُناهضة التطبيع مثلَ مؤتمر “إعلاميون ضد التطبيع” الذي تمَّ في بيروت، والشبكة المغاربية لمناهضة التطبيع التي أطلقها إعلاميُّونَ من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا، ووثيقَةِ شرفٍ ضدَّ التطبيع مع إسرائيل التي أطلقها إعلاميُّون وسياسيُّون فلسطينيون، وميثاق الشرفَ ضدَّ التطبيعِ الذي أطلَقَه إعلاميون مصريون.

عبد الكريم حاج مهدي، الصحافي المخضرم ومقدم برنامج (عين على الهجرة) حاليا على قناة (الجزائر 24 الدولية)، لم يستغربُ اغتيال الصحافية شيرين على “يد كيان صهيوني استيطاني بات عازمًا على قتلِ الحقيقَةِ والتنكيلِ بكلِّ من يَكشف وحشيَّتَه كما تم مع شهيدة القدس التي عرَّت جُبنه وحقده أمام العالم بأسره”. مهدي أردف يقول: “سيبقى ذلك اليوم عالقًا في ذهني ما حييت.. لقد خيَّم الحزنُ على غُرَفِ الأخبار وقاعات التحرير بالمؤسسات الإعلامية في كامل الوطن العربي، وحتى في مؤسسات إعلامية غربيَّة وحقوقية وإنسانية تحت وطأة وهوْل الحدث التراجيدي غير المسبوق، وقتلُ شيرين حلقة جديدة في مُسلسل قتل كلِّ شهداءِ الكلمة الحُرَّة الكاشفة عن قُبحِ كيانٍ استعماري بكلِّ المقاييس”. وأنهى بقوله: “لم تكن شيرين سوى وجهِ وصوتِ الصراع العربي- الإسرائيلي، وهو الصراع الذي كشف مُجددًا بشاعةَ جريمةِ عدوٍّ مُناهض للحرية والديمقراطية خلافا لما يدَّعيه ويتبجَّحُ به”.

نور الدين كبير، الصحافي المستقل، الذي يعيشُ في الياشير شرقَ الجزائر بعيدًا عن بريق العاصمة، أكَّد “أنَّ الجريمة التي راحت ضحيتها شيرين تصُبُّ في صُلبِ موازينِ قِوى تُثبِتُ عجزَ المُثقفين والإعلاميين العرب الأحرار عن التَّصدي لمشروعِ التطبيعِ مع عدوٍّ يحظى بدعمِ أَنظِمة عربيَّةٍ تعملُ على ترويضِ وتدجينِ صحافيين ومُثقفين يخشونَ إغضاب اللوبيات التي تَقودها أميركَا، الحليفَةِ التاريخية للكيان الصهيوني”.

مسلسل همجية إسرائيل لن ينتهي

فاتح بولشعب، الصحافي الذي يقيم في فرنسا، كان آخر الإعلاميين الذي رد على دعوتنا، فقال: “على الرغم من أنَّ حجم ونوعية الجرائم الصهيونية غير مسبوق، ويُسجِّل وتيرةً متزايدة باطراد، إلا أننا نشهد درجة مخيفة من الانكفاء على النفس والمواربة، أو البحث عن أي مجرى يمكن أن يَغرِف من وحل التطبيع ما قد يكسبه تكريمًا أو منصبًا، حتى ولو كان الأمرُ على حساب مواقفَ في قضايا مصيرية تتعلَّقُ بالدين والأوطان والعرض، إلا القلة القليلة التي لا تجد في أغلب الأحيان منابر تنفس فيها إلا بقدر يسير”. أضاف بولشعب: “إن مسلسل همجية إسرائيل لن ينتهي باغتيال الشهيدة شيرين، أو بإسقاط نعشها، ولا أدل على ذلك قتله الصحافية غفران وراسنة على المباشر بعد أيام معدودة من تاريخ قتل شيرين، ولن يُعدم وسائل التبرير ولا التغطية الغربية والعربية على جرائمه، إلا بوقفات جبارة تُلجم جبروته وتُخرس أصوات داعميه عربيا ودوليا، ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف الجهود لبناء جبهة تصد حقيقية قوامها عقيدة صحيحة وتمويل كاف وجبهة إعلامية قادرة على التواجد في كل مكان وإيصال رسالتها على أكمل وجه”.

 

#عن #الصحافة #والمقاومة #إعلاميون #جزائريون #واغتيال #شيرين #أبو #عاقلة

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد