فتوح: ارادة الشعوب أقوى من كل آلات الاستعمار ومؤامراته

أمد/ رام الله: أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أنّ ارادة الشعوب اقوى من كل آلات الاستعمار ومؤامراته.

وقال فتوح، إنّ أفريقيا النصيب الأكبر في التاريخ بأن تكون في مواجهة أبشع أشكال الاستعمار والاضطهاد والعنصرية.

إليكم كلمة فتوح كاملة كما وصلت “أمد للإعلام”..

سيدي الرئيس معالي السيد فورتشيون شارومبيرا..
السادة نواب الرئيس..
معالي السيد رونالد لامولا، وزير العدل وممثل فخامة الرئيس سيريل رامافوسا..
معالي البارونة باتريشيا سكوتلاند، امين عام الكومونويلث
معالي السيد محمد تونس، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا

السيدات والسادة الاعضاء..
كل باسمه ولقبه
تحية طيبة وبعد،

أشكر لكم دعوتكم الموقرة للمجلس الوطني الفلسطيني للمشاركة في الدورة الافتتاحية لبرلمان عموم افريقيا السادس، كما واشكر جميع الاعضاء المحترمين الذين طالما وضعوا قضية فلسطين العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني نصب أعينهم، وأسهموا في حضور ومشاركة دولة فلسطين وانتخابها عضو مراقب في الاتحاد الافريقي.

 وإذ يشرفني ان اكون معكم اليوم في مجلسكم الموقر الذي يجسد صوت أفريقيا الموحد، وأعرب عن اعتزازي وفخري بأن أكون أول رئيس مجلس وطني فلسطيني يتكلم من على منبركم هذا. ويشرفني أن أنقل لكم تحيات سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، وتحيات الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والمناضل من أجل الحرية والاستقلال.

كما وأهنئ سيادة الرئيس والاخوة نواب الرئيس على انتخابهم في رئاسة برلمان عموم أفريقيا في شهر يوليو الماضي، واهنئكم على تجديد الشرعية والعمل الديمقراطي واتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في منصبكم الجديد.

السيدات والسادة،
كان لأفريقيا النصيب الأكبر في التاريخ بأن تكون في مواجهة أبشع أشكال الاستعمار والاضطهاد والعنصرية، لكنها ايضا كانت العتية على الاستعمار، صابرةٌ صامدة، تطمح نحو الحرية والاستقلال وإعادة الوحدة الأفريقية وبناء مستقبل مشرق. وها نحن اليوم، في أرض جمهورية جنوب افريقيا مع اصدقاءنا من كل افريقيا تحت سقف واحد، بسيادة شعب جنوب افريقيا الحر، وعلى ركام الابارتهايد تجتمع افريقيا وتنهض من جديد بعد نضال طويل وتضحية عظيمة، متعالية على الاستعمار والجراح، لتبني حضارتها الافريقية العريقة.  
ان ارادة الشعوب اقوى من كل آلات الاستعمار ومؤامراته، والإنسان الحر لا يقبل الذل والظلم، وأنه لمن سنن الحياة أن يتحقق العدل.. طال الزمان او قصر.

 لا يفوتني ان اشكر مساندة افريقيا التاريخية لقضيتنا العادلة ودعمها المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني، وهي التي وقفت إلى جانبنا عبر سنوات الثورة الفلسطينية وكنا الرفاق في النضال والمنفى.
وهنا، انقل لكم رسالة الشعب الفلسطيني المكلوم، الذي ما زال يقارع الاستعمار واحتلال نظام الابارتهايد الاسرائيلي منذ أكثر من 74 عاما، عانى فيها ومايزال، من التطهير العرقي والمجازر والعنصرية والتمييز الممنهج والاضطهاد والأسر والحرمان.. إلا أننا لا زلنا على أرضنا صامدون صابرون، واصواتنا اعلى من اي وقت مضى، مطالبةً بالحرية والاستقلال والكرامة! 

السيدات والسادة،
منذ مطلع عام 2022 حتى اليوم، قتلت اسرائيل 190 فلسطينياً، منهم 35 طفلا و8 نساء، وشردت اكثر من 836 فلسطيني من منزله، من بينهم أكثر من 300 طفل. واعتقلت إسرائيل 4000 فلسطيني من بينهم 373 طفلا و36 امراة، واقامت اكثر من 3500 حاجز عسكري فجائي على الأراضي الفلسطينية.

كلكم شاهدتم عبر الفضائيات كيف تجتاح قطعان المستوطنين باحات المسجد الاقصى المبارك تحت حماية جنود الاحتلال، ومنع المصلين المسيحين من الوصول إلى كنيسة القيامة وتدنيسها، وتشارك قيادات اليمين الاسرائيلي المتطرف في هذه الاقتحامات، واصبحت اصواتهم تتعالى مطالبة برفع العلم الإسرائيلي وترديد النشيد الديني العنصري وممارسة شعائرهم الدينية في باحات المسجد الأقصى المبارك، وما يرافق ذلك من اقتحام لجنود الاحتلال واعتداء على المصلين وعلى المرابطين والمدافعين عن المسجد الاقصى، لقد كثرت دعوات المتطرفين اليهود لهدم قبة الصخرة المشرفة وبناء هيكلهم المزعوم، وانا اقول لكم ان استفزاز مشاعر المسلمين عبر المساس بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين سيؤدي لا محالة الى حرب دينية تمتد نيرانها الى كل المنطقة بل والعالم أجمع. ويتعرض المقدسيين إلى التطهير العرقي واضطهاد المحاكم الإسرائيلية كما يحدث في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان.

ونؤكد لكم اننا كقيادات وكشعب فلسطيني لن نسمح بتهويد فلسطين، ولن نسكت على المساس بالمقدسات المسيحية والاسلامية، وان ناقوس الخطر قد دق بعدما اغلقت حكومات الاحتلال اليمينية المتعاقبة باب السلام وتوغلت في اجرامها بحق ارضنا وشعبنا ومقدساتنا.

السيدات و السادة…
في الوقت الذي اتحدث فيه الان تستمر قوات الاحتلال الاسرائيلي بحصار مشدد لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة لمدة تزيد عن ال20 يوما، إمعانا في سياسة العقاب الجماعي بحق ابناء شعبنا، حيث اغلق الاحتلال منافذ المدينة ونشر الحواجز العسكرية، ويقوم بتفتيش المواطنين ومركباتهم، وكل ذلك لان اهل المدينة رفضوا سياسة اقتحام المنازل وترويع الاطفال وتمادي المستوطنين بعربدتهم، وعندما اعلنت نابلس رفضها لما يحدث كانت النتيجة اكثر من 8 شهداء وعشرات الجرحى والمعتقلين.

السيدات و السادة..
ان كل ما سبق يؤكد للعالم أجمع، وبما لا يدع مجال للشك، عن حقيقة الاستعمار الإسرائيلي وفظاعته، وتعديه الصارخ للقانون الدولي، ويجيب على كل من وقعوا في فخ الدعاية الاسرائيلية التي تريد تسويق استعمارها تحت غطاء الدين، وربط معاداة الاحتلال والابارتهايد الاسرائيلي بمعاداة السامية، وإظهارها كنزاع ديني، وهذا تزييف لواقع الصراع وهدفه هو حجب اي انتقاد لسياسات وممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي ونظامها العنصري. 
 إن اليهودية والمسيحية والإسلام بريئون من أيديولوجيات سياسية  تمارس الاستعمار والقتل والعنصرية والاضطهاد وانتهاك المقدسات، واننا جميعا من كل الأديان نقف مع حرية الشعوب، وهذا النضال الفلسطيني هو نضال شعب يريد التحرر والاستقلال، وان يعيش كباقي شعوب العالم بأمن وأمان وسلام، ويبني دولة فلسطين المستقلة الديمقراطية بعاصمتها القدس الشرقية، التي تقبل كل المواطنين من مختلف الاديان سواسية في الحقوق والواجبات.

وهنا أشيد بقرار المحكمة الدستورية في جنوب افريقيا ان “معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية، وأن انتقاد الصهيونية لا يعتبر انتقادا لليهود”. فهذه ضحد لمحاولات الاحتلال الاسرائيلي لتكميم الأفواه.

السيدات و السادة،
ان افريقيا التي ناضلت طويلا ضد الاستعمار والامبريالية والفاشية تعلم جيدا هذه المعاناة، وأفريقيا كانت منارة نضال شعوب العالم، وهي التي أنجبت المناضلين العظام مثل القائد الملهم نيلسون مانديلا صديق الزعيم ياسر عرفات، والكثير من الرموز التاريخيين الذين أعطوا العالم دروسا في التضحية والفداء والنضال, لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً فهم منارات تضييء للشعوب طريقهم نحو الحرية و الاستقلال. أفريقيا التي لا تقبل يوما أن تتهاون مع استعمار واضطهاد الشعوب الحرة والسكان الأصليين.

 لذلك أناشدكم اليوم، ومن مجلسكم الموقر هذا، بأن ترفضوا طلب عضوية إسرائيل في الاتحاد الافريقي، وان لا تسمحوا لمن يمارس جرائم بحق الانسانية والاستعمار-الاستيطاني والتطهير العرقي بأن يقف بينكم.

وادعو افريقيا الحرة، التي أنهت الابارتهايد على هذه الأرض التي أقف عليها الآن، بان تقف سدا منيعا في وجه الانظمة العنصرية الاستعمارية، وان نعمل سويا لإنهاء الابارتهايد مرةً اخرى.  
وذلك بتعزيز صوتنا الموحد في المحافل الدولية ومجلس الأمن والبرلمانات لحماية الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى أرضهم وممتلكاتهم المسلوبة وفقا لقرارات الشرعية الدولية رقم 181 و194 و242 و3236، وحماية القدس الشرقية ومقدساتها المسيحية والاسلامية عاصمة دولة فلسطين التزاما بقرارات مجلس الأمن 465 و476 و478، والمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن الاستيطان، ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري والاحتلال العسكري بموجب القانون الدولي ومجلس حقوق الإنسان.

السيدات و السادة…

إن الشعب العربي الفلسطيني وقيادته وفي ظل تخلّف المجتمع الدولي ومؤسساته عن تحمل مسؤولياته، والسلوك المشين والمخجل الذي تمارسه دول كبرى وأخرى نافذة في العالم باتباع سياسة المعايير المزدوجة، والكيل بمكيالين وتحمي حكومة الاحتلال من المساءلة وإنزال العقاب بها نتيجة سلوكها الإجرامي، فإن المجلس المركزي الفلسطيني اتخذ قرارات مصيرية من أبرزها تعليق الاعتراف بإسرائيل لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان، والاستمرار في ملاحقتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ونحن على ثقة بأن الدول الافريقية وفي الطليعة منها برلماناتها ستدعم تلك القرارات، ونأمل من مؤتمركم هذا اعتماد مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يجب أن ترتقي الى مستوى التحديات، لأن هذا الاحتلال العنصري لن يتوقف عن جرائمه وانتهاكاته اذا بقي العالم مكتوف الايدي، فلا تتركونا وحدنا في ساحة الصراع وكونوا الى صف الحق حتى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.

من منبركم هذا أعيد تكرار ما طالبه الرئيس محمود عباس في الخطاب التاريخي الذي القاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، فنحن نطالب اسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتها التاريخية عن تدمير مئات القرى الفلسطينية وتهجير وقتل الالاف من ابناء شعبنا وارتكابها المجازر المروعة بحق اطفالنا ونسائنا ورجالنا، بل ونطالبها بالاعتذار وتحمل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية.
وأوكد لكم أن “الاعتراف الفلسطيني بوجود دولة إسرائيل، الذي صدر في عام 1993 ليس اعترافاً مجانياً، وإن على إسرائيل أن تقابله باعتراف مماثل بدولة فلسطين

واقول لكم بكل أسف انه بعد كل هذه السنوات التي مرت منذ توقيع اتفاقية أوسلو فانه لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه.
وعليه فاننا وفي ظل هذه المعطيات وهذا التعنت الاسرائيلي، فاننا لن نبقى وحدنا الطرف الذي يلتزم بالمعاهدات التي تم توقيعها، بل ان القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ اجراءات صارمة بالغاء الاتفاقات الموقعة طالما استمرت اسرائيل في التهرب من الالتزامات الواجبة عليها وفقا للمعاهدات التي تم توقيعها.

كما اننا ندعو بريطانيا لتحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية بعد مضى اكثر من مائة عام على صدور وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطى بموجبه البريطانيون دون وجه حق، أرض فلسطين لغير شعبها، مؤسسين بذلك لنكبة الشعب الفلسطيني، بفقدانه لأرضه وطرده منها، لذلك ندعو بريطانيا ان تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج هذا الوعد بما في ذلك الاعتذار من الشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات ومآس وظلم، وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”

وأيضا فاننا نطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن التعامل مع دولة الاحتلال كدولة فوق القانون على حساب شعبنا الفلسطيني، والتوقف عن محاربتنا في المنابر والمحافل الدولية ونطالبها بكل وضوح التوقف عن حماية اسرائيل من المسائلة القانونية والاخلاقية والاعتذار لشعبنا عما سببته سياستها المنحازة لصالح اسرائيل ما دفع الاخيرة للتمادي بعدوانها وانتهاكاتها بحق ابناء شعبنا.

وأني أتوجه اليكم ايضا، للعمل سويا على تعزيز العمل البرلماني الافريقي-الفلسطيني من خلال تفعيل لجان الصداقة البرلمانية، ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتفعيل دور اللجان الفنية خاصة لجنة العلاقات الدولية وفض النزاعات ولجنة حقوق الإنسان وكذلك لجان المرأة والشباب، وتنشيط الزيارات المتبادلة والمتابعة المستمرة. 
واحث البرلمانات الافريقية على اتخاذ القرارات اللازمة باعتبار اسرائيل دولة ابارتهايد كما جاء في تقارير منظمات حقوق الإنسان، ووضع التشريعات اللازمة التي تقضي بمقاطعة اسرائيل ووقف التعاون العسكري والتجاري والثقافي معها التزاما بالقانون الدولي، وذلك لثنيها عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ووقف معاناة الشعب الفلسطيني.
 لنعمل سويا على تدشين حراك دولي لمناهضة الابارتهايد ومقاطعته كما كان الأمر في الحراك العالمي ضد الابارتهايد في جنوب افريقيا. 
سيدي الرئيس،
السيدات و السادة..
لنا في افريقيا تاريخ طويل من الصداقة والنضال المشترك والعلاقات الوطيدة،  ويسعدنا ان نشهد اليوم التطور الملحوظ في القارة الإفريقية، على الصعيد العلمي والاقتصادي والصحي، ونتمنى لكم دوام التوفيق ومزيدا من الازدهار والتقدم، ووحدة الصوت الافريقي لما فيه مصلحة الشعوب والأمن والأمان والسلام.

فكما قال الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا  ” نحن نعلم جيداً أن حريتنا منقوصة من دون حرية الفلسطينيين”

عاشت وحدة أفريقيا
عاشت الصداقة الفلسطينية الافريقية
وانها لثورة حتى النصر

#فتوح #ارادة #الشعوب #أقوى #من #كل #آلات #الاستعمار #ومؤامراته

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد