- الإعلانات -

- الإعلانات -

في يومه العالمي.. سامح محجوب: «الشعر» فن يتطور ذاتيا ولديه حساسيته النقدية

الشِعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، أي أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر.

وفي هذا السياق قال الشاعر سامح محجوب: إن “الشعر فن يتطور ذاتيا ولديه حساسيته النقدية الخاصة، ومن الصعوبة تحديد موقف ثابت تجاه نزوع مرتكزاته المستمر لمفارقة نفسها جماليا، كما أنه من الصعوبة أن يتجاهل الشعر  بكل رهافته وحيوية مادته ما يحدث حوله من عصف مستمر فى الوجدان الجمعي للجماعة الإنسانية، ويضيف أنني شخصيا على استعداد دائم لتغيير قناعاتي تجاه كل شىء يوميا، وكل ما يشغلني عقب كل نص هو كيف أتجاوزه وأتجاورني فى النص المقبل، لم يحدث أبدا أن قدمت نفسي لأحد على أنني شاعر، ولم يحدث أبدا أن تصرفت بشكل معين لكوني أكتب الشعر، وأرى أننا كممارسين للكتابة الإبداعية فى حالة بحث مستمرة للعثور على شىء ما قد يفصح عن بعض صفاته النوعية فى قصيدة أو قصة أو معزوفة أو رواية أو مسرحية، وكلمة شاعر بصيغتها الإجرائية لا ترضيني،  وهذا لا يمنع أنني أضبط نفسي  كثيرا فى حالة خجل شديدة من كوني مقصرا فى  ملاحقة لقب الشاعر معرفا بكل جلاله الدلالي”.

وأضاف في تصريحات لـ«الدستور»: «الزمن فى الكتابة غيره تماما فى التأقيت باليوم والعام والقرن، الزمن فى الكتابة ابن الحداثة  التى تستطيع طرح نفسها بقوة فى القابل من الأيام والسنين والقرون، ولهذا أنا مشفق على كل من يتعامل مع الكتابة كموضوع وحدث لأن ما كتبه لن يستطيع الصمود أما الزمن بوصفه أياما وسنينا وقرونا، فلم يبقى من دنقل الذى ملأ الدنيا وشغل الناس غير نصوص (أوراق الغرفة رقم 8)  بكل ذاتيتها ووجوديتها  الفاتنة،  رغم ذيوع أعماله الأخرى وجماهيريتها بين العامة، كما أن أبا نواس مازال طازجا وحيويا أكثر من عشرات المحنطين الذين يملؤن حياتنا صخبا بيولوجيا، يقول نيتشه: إن “كل فن يحافظ على صفاته، ومن السخف أن يقال هذا عصر الرواية أو القصة، الفنون تتكامل وليس من طبيعتها أن تجب بعضها البعض، المشكلة الكبرى فى سقوط المعيارية فى الحكم على ما يطرح للنشر، مما يضطرني إلى اللجوء للتعريف كصيغة معيارية وحيدة  للنجاة من الثعالب التى تعبث فى الكروم”.

وتابع: «فكرة وجود جمهور للشعر أو عدم وجود جمهور فكرة مطاطة ومردود عليها، إذا لم يكن للشعر جمهور فمن أين تخرج كل هذه الدواوين؟ ومن أين يأتى كل هؤلا الشعراء؟ المشكلة فى الوسيط الذي يصل من خلاله الشاعر لجمهوره، والذي يحتاج منا دائما إلى إعادة النظر فى الصيغة التى نطرح بها منتجنا على الناس، هذا.  والشعر ابن سياق كامل من الحياة، ابن التعليم الحقيقي المبني على الوعي والمعرفة، لا على التعلّم فقط، ابن الحرية غير المشروطة ابن الديمقراطية السلوكية التى لاتخبىء أنيابها فى رغيف مدعوم ، ومشفى مجاني، ابن الإنسان القلق الحائر الذى يدرك كنه وجوده، وحضوره فى الزمن، ابن المجاز حينما يتحرر من رطانة الخطابة وديماجوجية الحكام وعهر البلاغة”. 

وأكمل: «المهرجانات الشعرية تظل الفعل الأكثر تقدمية وحيوية فى مغالبة السائد والمستقر فى ذهنية المتلقّى حول الشعر والشاعر، خاصة المهرجانات التى ينظمها الشعراء بعيدا عن سلطة الدول وصخب العواصم وبارونات الثقافة، مثل مهرجان طنطا الذي يحرث أرضا بكرا ويتوجه لفئات مختلفة من الناس كطلاب المدارس والجامعات ورواد المقاهي والنوادي والمكتبات والساحات العامة، وهذا يصنع حالة من الزخم النفسي تحمى المجتمعات من الوقوع فى التطرّف والإرهاب لأن الفن يأتي بعد العقيدة فى خلق مزاج نفسي إنساني معتدل، وإلا ما قال الفيلسوف القديم، علموا أولادكم الفن ثم بعدها أغلقوا السجون».

#في #يومه #العالمي #سامح #محجوب #الشعر #فن #يتطور #ذاتيا #ولديه #حساسيته #النقدية

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد