قرن على بعث أول نواة شيوعية في تونس.. ماذا أعد مخبر التراث بكلية الآداب بمنوبة ومؤسسة روزا لكسمبورغ لهذه المناسبة؟

 يسرى الشيخاوي-  في مدينة فري فيل، منزل بورقيبة حاليا، رأى أوّل مكتب للنواة الشيوعية الأولى في تونس النور، إثر انعقاد المؤتمر الفيدرالي الخاص بالبلاد التونسية  للفرع الفرنسي للأممية الشيوعية الذي أشرف عليه المؤرخ الشاب والمناضل الشيوعي شارل أندري جوليان، وذلك يوم 27 مارس 1921. وفي شهر مارس الجاري يمر قرن على بعث أول نواة شيوعية في تونس، وبهذه المناسبة تنظم مؤسسة روزا لوكسمبورغ مكتب التعاون الاكاديمي ومخبر التراث بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة عددا من الأنشطة العلمية والفكرية وذلك بداية من شهر مارس 2021. وتشمل الأنشطة ندوة تاريخية ومائدة مستديرة بمشاركة ممثلي عدد من الأحزاب اليسارية بتونس وحصصا لتقديم كتب ومعرضا وثائقيا وعرض أفلام تونسية تناولت موضوع اليسار وتوثيق شهادات وتنظيم ورشات عمل ونشر كتب تاريخية. منطلق للتفكير الجماعي في الحركة اليسارية ومن بين أهداف المشروع أن يكون  مناسبة لتجميع الوثائق المكتوبة والشهادات الشفوية للنظر والدراسة  والبحث الهادئ والرصين في مختلف التجارب التي ظهرت في تونس خلال المائة سنة الماضية كما يطمح البرنامج أن يكون هذا الإحياء منطلقاً  للتفكير الجماعي في مستقبل  العمل الاجتماعي واليساري وتجديد وسائله ومضامينه وفقا لمتطلبات الأوضاع الجديدة والأفق الرحبة التي فتحتها الثورة التونسية التي تحيي هذه السنة ذكراها العاشرة. وفي سياق متصل تقول مديرة مكتب التعاون الأكاديمي لمؤسسة روزا لوكسمبروغ نادية الورغمي، إن الفكرة انطلقت في الصائفة الماضية باقتراح من المؤرخ حبيب القزدغلي وكانت فرصة بالنسبة للمرسسة لبناء هذا المشروع وتطويره بالشراكة مع مخبر التراث في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة. وتشير الورغمي، إلى أن الشراكة مع مخبر التراث ليست وليدة هذا المشروع فحسب بل هي شراكة قديمة بحث فيها الشريكان في مراحل مختلفة من تاريخ تونس، مبينة أن انطلاقة تنفيذ فكرة إحياء مائوية الوجود الشيوعي في تونس كان تتلخص في عقد ندوة وإصدار كتاب ولكن ثراء تاريخ الحركة الشيوعية في تونس أفضى إلى انشطة أخرى. وتلاحظ محدّثتنا أن التحضيرات لهذه المناسبة كشفت الحاجة إلى التوثيق لهذه الحركة والنظر في جوانب مختلفة منها  من قبل أكاديميين، لافتة إلى كم الأفكار والمباحث التي اقترحها عدد من الباحثين. وتضيف ” التاريخ كمادة والحركة الشيوعية كمبحث لا ينحصران على تونس العاصمة، وفي هذا الإذار أشرف المؤرخ حبيب القزدغلي على ورشتين جهويتين في كل من جندوبة ومنزل بورقيبة، كما تم توثيق عديد الشهادات التي يتكون متاحة لكل التونسيين.” الشيوعية مبحثا وحقلا معرفيا..  من جهته يقول مدير مخبر البحوث حول التراث بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة حبيب القزدغلي إن المخبر ينظم تظاهرات في علاقة بالتراث المادي واللامادي بما في ذلك فكرة الشيوعية التي وجدت في تونس منذ قرن من الزمن.  ويضيف ان الشيوعية مبحث وحقل ستدرس فيه المائوية الواقع دون أحكام أو محاكمات، مشيرا إلى أن الأنشطة والفعاليات التي تنتظم بهذه المناسبة ستتطرق إلى مسيرة العديد من الشخصيات الحاضرة في الحركة الشيوعية وتعرف التيارات المتفرعة عن هذا الحركة. ومن بين هذه الشخصيات، يذكر شارل أندري جوليان مؤسس اول نواة للحركة الشيوعية ومحمد نعمان ومحمود الماطري ومختار العياري ومحمد حرمل، وحسن السعداوي وشريفة الدالي حرم السعداوي وسليمان بن سليمان. ومن المنتظر ان تكون هذه المناسبة فرصة لدراسة 100 سنة من الأفكار على مستوى النقابة والحركة النسائية، مشيرا إلى الندوات الجهوية التي التأمت بكل من جندوبة ومنزل بورقيبة كانت مجالا لمداخلات أبرزت اهتمام الشباب بشخصيات كانت حاضرة في الحركة الشيوعية.    

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد