- الإعلانات -

- الإعلانات -

مدربو «شمال إفريقيا» علامة استفهام.. ومنتخب السودان لغز كبير – بوابة الأهرام

وليد محمد: السودان بلا ملاعب.. فكيف نحافظ على المواهب

رابح ماجر: الكرة الحديثة تشتمل على تدريب إرشادي

طارق ذياب: لدينا خامات تضاهي نجوم أوروبا.. ونفتقد صناعة اللاعب المتكامل
                        
بالنظر لباقى الدول العربية وتحديدًا فى شمال إفريقيا، نجد أن المستوى الفنى للفئات العمرية فى تلك الدول ضعيف جدًا ومن الصعب أن تجد منتخبات الجزائر والمغرب وتونس تقدم مردودًا إيجابيا فى أعمار الشباب، ويصب التركيز فقط فى منافسة الأندية على البطولات القارية، والتى تعد خدعة كبيرة للأندية العربية لأن الفئة الأولى من أصحاب البشرة السمراء، يلعبون فى أوروبا مما أتيح المجال للأندية والتونسية والجزائرية و المغربية تنجح فى الفوز بالبطولات القارية برفقة الأندية المصرية.
                                
ودائما ما يكون الاعتماد على قوام المنتخب الأول من اللاعبين المقيمين فى أوروبا فمن الصعب أن تجد فى منتخبى الجزائر والمغرب لاعبين يتحدثون العربية، فجميعهم يتحدثون الفرنسية، ولكنه قرر يمثل منتخب بلاده نظرًا لأن قدراته لم تؤهله لتمثيل دول الإقامة، وان كان الأمر يقل نسبيًا مع منتخب تونس الذى يعتمد بشكل كبير على اللاعب المحلى.
ومن أبرز المشاهد للأندية العربية التى تنافس فى البطولات القارية فى إفريقيا، ان المدير الفنى أجنبى، مشهد يعد اعتراف صريح من الإدارات ان المدرب المحلى غير صالح لتولى المسئولية، مع العلم أن من قام بإعداد القماشة وتقديمها هو المدرب المحلى، وهو ما يؤكد على ضعف الفكر لدى المسئولين وهو التركيز فقط على المشهد العام لنجاح الفريق الأول، دون التركيز على ان مرحلة الناشئ هى الأهم من الفريق الأول وإن ما يجب تطويره هو فريق الناشئين وإذا كان لابد من التطوير، وان الأجنبى سيضيف فيجب أن يتم الاعتماد عليه مع فرق الناشئين حتى نتمكن من انتقاء أفضل العناصر.
وهذا لا يمنع أن الاحتكاك الكبير بين اللاعبين المحللين وذات المنشأ الأوروبى جعلهم يمتلكون منتخبات هى الأقوى على الإطلاق على الساحة العربية، وهو ما ظهر بشكل كبير فى كأس العرب على الرغم من فقد أبرز نجوم منتخبات إفريقيا نظرًا لارتباطهم للعب فى الدوريات الأوروبية، وهو ما يوضح الفرق الكبير فى قوام المنتخب العربية الإفريقية، وأشقائهم فى القارة الصفراء، وأن قاعدة المنشأ مفعول السحر فى تحديد الأهداف، وأن نجاح منتخبى المغربى وتونس للوصول لكأس العالم 5 مرات، ووصول الجزائر فى 4 مناسبات لم يأت من فراغ، بل من خلال القوة المكتسبة من اللاعبين الذين نشأوا فى أوروبا، فى توضيح صريح أننا نمتلك مواهب كبيرة ولكن نفتقد للصناعة.
كما يبقى المنتخب السودانى اللغز الأكبر فى الكرة العربية، بعد أن أصبح واحدا من أضعف المنتخبات فى القارة الإفريقية فى الوقت الراهن على الرغم أنه أسهم فى تأسيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، وتنظيم أول عرس كروى فى القارة السمراء، حيث استضاف أول بطولة لكأس أمم إفريقيا 1957. أحرز المركز الثالث تلك النسخة والمركز الثانى عامى 1959 و1963 وفاز بالكأس عام 1970، و تأهل لأوليمبياد ميونيخ 1972،  لكن منذ تلك الفترة، وكرة القدم السودانية تعيش حالة غير مستقرة على مستوى الأندية والمنتخبات،  والظهور المخيب للآمال فى كاس العرب.
يرى طارق ذياب، نجم الكرة التونسية والعربية السابق، أن الموهبة وحدها لا تكفى فى كرة القدم العصرية، ولابد أن يمتلك اللاعب الموهوب القوة البدنية والجسمانية التى تساعده على استغلال الموهبة، فالأداء المتكامل لابد أن تتوافر له السرعة والقوة والتحمل، وهذا ما نفتقده فى ملاعبنا العربية بشكل عام، من خلال التدريبات التقليدية التى نعمل عليها منذ أكثر من نصف قرن،  فيجب أن نعلم أن مفاهيم كرة القدم تغيرت كثيراً، وأدوار اللاعب فى الملعب أصبحت متعددة، وهذا الفارق الكبير الذى يظهر بين اللاعب الأوروبى، الذى تربى على نشأة علمية ساعدته على تنفيذ مهامه فى الملعب، واللاعب العربى الذى قد يمتلك مقاومات أكبر تحديدًا فى شمال إفريقيا، لكنها تفقد نضوجها من خلال غياب الفكر الاحترافى.
مؤكدا أنه إذا أردنا التطوير لابد من رسم سياسة واضحة، ووضع إستراتيجية خاصة بتطوير العمل الفنى، عبر تأهيل المدربين العرب تأهيلاً غير تقليدى، يمكنهم من تحقيق الإبداع والابتكار فى البرامج والخطط الفنية التى تقود اللاعبين، بالإضافة لاستخدام أحدث الأجهزة فى مجال التدريب، ولا يقف هذا التطوير عند أداء المدربين، فبجانب المدرب المؤهل المتعلم المثقف الذى يستفيد من التكنولوجيا فى تسيير أعماله، يجب العمل على توفير الكوادر البشرية المعدة بطريقة سليمة من إداريين ومنظمين، من خلال وضع برامج مدروسة، وإقامة دورات تأهيل وتدريب تخصصية، من أجل تأهيلها بشكل جيد وعلى جميع المستويات للإدارات الفنية والإدارية، خصوصا التى تعمل فى قطاعات الناشئين، لأن هذه القطاعات تحتاج إلى تأهيل خاص، فالتعامل مع الصغار يحتاج إلى مرونة ودقة.
رابح ماجر، نجم الكرة الجزائرية وأحد أساطير الكرة العربية عبر التاريخ، يرى أن على إدارات الأندية فى العالم العربى أن تتفهم، أن كرة القدم أصبحت علما يتعدى حدود تدريب الملعب، وأصبح يشتمل على التدريب الإرشادى، الذى يتعلق بقدرات المدرب على إحداث التغيير فى خصائص اللاعب، وتحسين صفاته الشخصية عن طريق الاحتواء والإرشاد والتوجيه، لمساعدة اللاعبين على تطوير خصائصهم وصقل شخصياتهم، بحيث يخرج معظم ما عنده خلال التدريبات، خصوصا إذا لم يكونوا يتمتعون بعقلية احترافية جيدة وطموح عال (وذلك حال معظم اللاعبين المحليين)، وكذلك تعديل السمات الشخصية، كون تمتعه بصفات شخصية احترافية، يجعله يؤدى تدريباته بشكل أفضل، وبالتالى فإن قدراته الحالية ستتطور، والعمل على تحسين الصفات الشخصية وصقلها عند لاعبى الفئات السنية أمر ضرورى لتحسين الأداء، طبعا إلى جانب الطموح، الذى يلعب دورا أساسياً فى تكوين اللاعب، ويؤثر بشكل مباشر على عملية تطوره.
المحلل والخبير الرياضى فى دولة السودان، وليد محمد يؤكد أن السودان مازالت الأرض الخصبة فى نتاج المواهب، ولكن للأسف الأزمات الاقتصادية وغياب البنى التحتية، دائما ما يؤثرا على ظهور تلك المواهب واستثمارها بالشكل المثالى، وأن هذا التضرر ليس وليد اللحظة ، فالكرة السودانية تضررت كثيرًا، وتعود الواقعة إلى تسبب مخالفة فى مباراة القمة على «كأس الثورة الصحية»، بين الهلال والمريخ، يوم الإثنين 24 أبريل 1976، فى أحداث شغب بين لاعبى الفريقين، انتهت باتخاذ حكم المباراة الراحل، محمود حمدى، قراراً بطرد حارس المريخ الطيب سند، واستكملت المباراة، وفاز فريق الهلال، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، ومع إطلاق صافرة نهاية اللقاء بفوز الهلال بهدف نظيف، كان قد سجله الأسطورة على قاقرين فى الدقيقة 70، انتشت الجماهير الهلالية بالانتصار، وبدأت بالهتافات المسيئة، وتسبب ذلك الهتاف المحرف فى قرار من وزير الرياضة وقتها، زين العابدين محمد أحمد عبد القادر، بتجميد كل المنافسات، وإيقاف سفر الوفود إلى الخارج، وتسريح جميع اللاعبين من فرقهم، وتجميد حسابات الأندية والاتحادات، والتحول إلى ما يسمى «الرياضة الجماهيرية»، وهو أن تمارس الرياضة داخل المناطق السكنية فقط.
كانت هذه هى الضربة القاضية الأولى لكرة القدم السودانية وبعد هذه الواقعة هاجر معظم اللاعبين المميزين الى الخارج ورغم تراجع السلطات عن قرارها فى 10 يناير 1977، إلا أن ذلك جاء متأخراً جدا.
وأضاف أن عدم الاحترافية فى إدارة الأندية، سبب أساسى فى زيادة تضخم الأزمة، لأن عقليتهم غير احترافية ولحد الآن لا يوجد أى تطوير فكرى فى عملية إدارة الأندية والاتحاد السودانى أيضا .. بالإضافة  لسوء أرضية الملاعب، فلا يوجد أى ملعب قانونى ومطابق لشروط الاتحاد الإفريقى فى السودان وحتى الآن تتم معالجة بعض المشاكل فى استاد الهلال ليكون مطابقا للشروط والمقاييس  وهو الملعب الوحيد الشبه جاهز خلاف هذا لا يوجد أى ملعب جاهز.

#مدربو #شمال #إفريقيا #علامة #استفهام #ومنتخب #السودان #لغز #كبير #بوابة #الأهرام

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد