هل تقرر المملكة المغربية المساهمة في الأوراش الكبرى لإعادة إعمار ليبيا؟

ينطلق مسلسل إعادة إعمار ليبيا بتنافس دولي محموم يبحث عن مدخل للاستفادة من صفقاته، وضمنه دول جوار عديدة، تتقدمها الجزائر ومصر وتونس.

وإلى حدود اللحظة، لم يعبر المغرب من جهته بشكل رسمي عن أي رهانات مادية أو سياسية له في ليبيا؛ فقد أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، غير ما مرة، وقوف المملكة بجانب الليبيين لإيجاد تسوية لمشاكلهم الداخلية دون أي أطماع، لكن دخول الجوار على الخط قد يدفع الرباط بدورها إلى تنسيق الجهود من أجل تولي جزء من الخطة الدولية لإعادة إعمار ليبيا.

ولعب المغرب على امتداد السنوات الماضية دورا بارزا في تحقيق المصالحة الليبية-الليبية، بداية باتفاق الصخيرات ثم مباحثات بوزنيقة. كما توالت الزيارات الرسمية من طرف مسؤولين ليبيين إلى المغرب، الذين عبروا عن مواقف متقدمة في تصورهم للعلاقات الثنائية مع المملكة.

حسن بلوان، أستاذ العلوم السياسية، قال إن “ورش إعادة إعمار ليبيا تتداخل فيه السياسة والاقتصاد والاستثمار، بالإضافة إلى التطورات العسكرية والأمنية الميدانية التي ما زالت تجسد الانقسام بين الشرق والغرب حسب تأثير القوى الخارجية المتنافسة”.

وأضاف بلوان، في تصريح لهسبريس، أنه “من المعلوم أن المغرب لعب دورا كبيرا في بلورة الحلول السياسية بين الفرقاء الليبيين، ابتداء باتفاق الصخيرات ووصولا إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برعاية ودعم الأمم المتحدة”.

وقد حاز المغرب ثقة ومكانة لدى الليبيين لتبنيه سياسة متوازنة بعيدة عن الأطماع الاقتصادية أو الأجندات السياسية، “رغم العروض المغرية التي تقدم له من القيادات الليبية فيما يتعلق بالاستثمار وإعادة الإعمار”، يردف بلوان.

وأشار الجامعي المغربي إلى أن “الجديد في القضية الليبية عامة، بما فيها كعكعة إعادة الإعمار، هو دخول دول عربية جديدة إلى حلبة التنافس، خاصة الجزائر التي حركت دبلوماسيتها للعب دور أكبر في الشأن الليبي، لكن بمحددات غريبة تتأطر بعقيدة العداء للمغرب”.

وأبرز بلوان أنه رغم التنافس الكبير بين الدول المغاربية في الملف الليبي سياسيا واقتصاديا، إلا أن معظمها، وخاصة المغرب والجزائر، بعيد عن مربع الصراع الذي يحتدم أكثر بين مصر وروسيا وتركيا وإيطاليا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما أن معظم هذه الدول لها موطئ قدم في الداخل الليبي، دون ينقص ذلك من حجم التأثير القوي للمغرب في هذا الملف بحكم الاعتبارات السابقة التي تجعل منه شريكا أساسيا في تسوية الصراع الليبي.

تنافس دولي

اعتبر بلوان أنه لا يمكن للجزائر منافسة المغرب أو عزله عن الملف الليبي مهما حاولت، “لأن المغرب اشتغل على الملف منذ سنوات دون أطماع سياسية أو اقتصادية أو تدخل بين الفرقاء الليبيين الذين تربطهم علاقات وثيقة مع المملكة”.

ورصد المتحدث الفرق بين عقيدة دبلوماسية مغربية قوية وهادئة تتحرك بمبدأ رابح-رابح وتؤطرها المصالح المتبادلة والتعاون الثنائي المثمر، وبين دبلوماسية جزائرية تنجر لردود الفعل وتؤطرها عقدة التعالي والتفوق والهيمنة.

ولفت أستاذ العلوم السياسية الانتباه إلى أن المغرب يعطي الأولوية لحل النزاع الليبي وبناء مؤسسات قوية موحدة تهيئ لمرحلة الاستقرار الأمني كشرط أساسي لمناخ الاستثمار وإعادة الإعمار، لذلك فهو حريص على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها رغم تنامي الانقسام السياسي بين الشرق والغرب.

وختم بلوان حديثه لهسبريس بالقول إن “الدبلوماسية المغربية لها رهانات أكبر من عملية الإعمار، فليبيا موحدة ومستقرة بالنسبة للمغرب رافعة أساسية نحو تكامل بلدان المغرب الكبير القوي والمتجانس الذي يتفرغ للتنمية البشرية والاقتصادية بعيدا عن تدخلات القوى الخارجية”.

#هل #تقرر #المملكة #المغربية #المساهمة #في #الأوراش #الكبرى #لإعادة #إعمار #ليبيا

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد