ودّعتِ الدنيا وتركت ذكريات لا تنسى ومآثر لا تحصى

رثى القيادي بحركة النهضة العجمي الوريمي، نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي وعضو مجلس نواب الشعب محرزية العبيدي التي وافتها المنية فجر اليوم الجمعة 22 جانفي 2021، بعد صراع مع المرض.

وكانت الراحلة قد خضعت منذ شهر نوفمبر الماضي، إلى متابعة طبية مكثفة استدعتها وضعيتها الصحية حيث تم نقلها إلـى فرنسا لتلقي العلاج قرب عائلتها أين وافتها المنية.
وقال الوريمي، إن الفقيدة كانت “إمرأة” بأبعاد متعددة ..البنت والأم والأخت والزوجة ككل النساء، والمثقفة والسياسية والمؤسسة كاتبة الدستور و”الرئيسة”نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي”.

وأضاف ”حاضرت في أكبر عواصم الدنيا مع الكبار وأمام الكبار بالعربية والفرنسية والأنجليزية أنت المتخصصة في الحضارة واللغات والترجمة..وكانت مرفوعة الرأس رحبة الفكر والأفق وقبل المحطة الباريسية التي سجلت فيها حضورا فاعلا وقويا كداعية حوار وكمسلمة ملتزمة وعصرية”.

ونشر العجمي الوريمي، على صفحته بموقع فايسوك التدوينة التالية: 

وداعا محرزية العبيدي
شيء منا قد رحل معك 
وشيء منك بقي فينا ومعنا 
ودعت الدنيا وتركت خلفك ذكريات لا تنسى ومآثر لا تحصى وآثار لا تمحى
الآن وأنت بين يدي الله نراجع نحن مسيرتك وسيرتك لنكتشف أبعاد الشخصية التي كنت
أنت “إمرأة” بأبعاد متعددة ..البنت والأم والأخت والزوجة ككل النساء
وأنت المثقفة والسياسية والمؤسسة كاتبة الدستور و”الرئيسة”نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي 
حاضرت في أكبر عواصم الدنيا مع الكبار وأمام الكبار بالعربية والفرنسية والأنجليزية أنت المتخصصة في الحضارة واللغات والترجمة 
كانت رسالتك الدفاع عن الحوار بين الحضارات والثقافات والتعايش بين أصحاب الديانات في مواجهة دعاة الصدام والإنطواء والإقصاء 
عرفناك مرفوعة الرأس رحبة الفكر والأفق وقبل المحطة الباريسية التي سجلت فيها حضورا فاعلا وقويا كداعية حوار وكمسلمة ملتزمة وعصرية مررت بالجامعة التونسية بدار المعلمين العليا بسوسة حيث رافقت أنت ابنة الوطن القبلي في ساحة النضال وعلى مقاعد الدراسة من هم اليوم أسماء بارزة كسامي الطاهري وشكري المبخوت وآمال عزوز وسامي براهم وسفيان بن حميدة ورضا الملولي 
هناك تعلمت مفردات العلوم السياسية وتقنيات الخطاب السياسي 
حملت تكوينك إلى فرنسا وحملت الثقافة الكونية إلى بلدك يوم دعت الحاجة ذوي الهمم العالية للإسهام في بناء تونس الجديدة 
لم تكن مرحلة الإنتقال الديمقراطي سهلة ولم يكن سهلا على الإسلاميين أن يبرهنوا أنهم يحملون أملا وحلما يضع تونس في مدارها الحضاري بتدشين عصر الحرية والقطع مع الإستبداد والفساد والتهميش والتفاوت ..لم يكن سهلا لكنك ورفاقك آمنتم به إيمانا لم يتزعزع وقد مر عقد بحلوه ومره وإلى أن إستقبلت الحياة الباقية خارج دنيانا وأنت تتعهدين الحلم وتبشرين بتحويل المنشود إلى منجز 
جمعتنا ندوة فكرية قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وكنت عائدة للتو من بلد الإقامة إلى أرض الوطن لا تعلمين ما كانت تهيئه لك أقدارك من خوض مغامرة التأسيس ربما كانت مهمة التدريس تستهويك والحنين إلى الجامعة التونسية يستولي على مشاعرك 
لكن إرادة ما قذفت بك في المعترك الكبير أين اكتشف التونسيون وغيرهم خصالك ومواهبك ومؤهلاتك ليتبدل نسق حياتك تبدلا كاملا وصارت أجندة نشاطك السياسي والإجتماعي والفكري مزدحمة لا فراغ فيها ولا انقطاع ..
وداعا محرزية العبيدي
إنا لله وإنا إليه راجعون

وداعا محرزية العبيدي

شيء منا قد رحل معك
وشيء منك بقي فينا ومعنا
ودعت الدنيا وتركت خلفك ذكريات لا تنسى ومآثر لا تحصى…Publiée par Ajmi Lourimi sur Vendredi 22 janvier 2021

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد