تونس تروّج لسياحة آمنة لإنقاذ الموسم |

تونس – بدأت السلطات التونسية بالتفكير في كيفية إنقاذ الموسم السياحي والخروج بأخف الأضرار على هذا النشاط الحيوي لاقتصاد البلاد، بعد توقفه كليا بسبب تدابير الحجر الصحي لمكافحة فايروس كورونا، وذلك عبر فرض بروتوكول صحي والتعويل على السوق الداخلية.
وأجرى وزير السياحة محمد علي التومي الثلاثاء محادثة هاتفية مع الأمين العام للمنظمة السياحية زوراب بولوليكاشفيلي قدم خلالها التجربة التونسية الناجعة في مجابهة وباء كورونا، مسلطا الضوء على البروتوكول الصحي في مجال السياحة الذي أعدته السلطات التونسية وقامت بإرساله والترويج له في عدد هام من الدول الأوروبية وغيرها.
وأطلع التومي الأمين العام للمنظمة على مختلف إجراءات استئناف النشاط السياحي بتونس خاصة في ما يتعلق بتواريخ فتح مختلف المؤسسات السياحية وكذلك فتح الحدود معبرًا عن استعداد تونس التام من حيث الإجراءات الوقائية اللازمة لاستقبال الوافدين، تونسيين كانوا أو أجانب لقضاء إجازاتهم ببلادنا.
كما عبر عن استعداد تونس للتعاون مع الدول الأفريقية والعربية الشقيقة والصديقة للاستفادة من التجربة التونسية في هذا المجال.
وكان المدير العام للديوان الوطني للسياحة، نبيل بزيوش أعلن أن الحدود التونسية ستفتح قريبا، لاستقبال السياح الألمان والأوروبيين والجزائريين وغيرهم، مشيرا إلى أن المفاوضات جارية مع الأطراف الألمانية المعنية، من أجل فتح الحدود أيضًا.
من جهته ثمّن الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة النجاح الذي حققته تونس في مجابهة الوباء على أنها تجربة تبعث برسالة طمأنة للعالم بأن تونس تعدّ أحد البلدان الآمنة صحيا يمكن السفر إليها. وقدرت السلطات التونسية الخسائر التي قد تلحق بالسياحة جراء الشلل التام الذي أصاب القطاع، بما يناهز ستة مليارات دينار (مليارا يورو) وفقدان نحو 400 ألف وظيفة.
ومع تخفيف قيود الحجر الصحي بشكل كبير قبل رفعه نهائيا يوم 14 يونيو الجاري، توقع وزير السياحة محمد علي التومي استئناف تدفق السياح بعد فتح الحدود في 27 من نفس الشهر.
وتتصدر السياحة القطاعات الأكثر تضررا من تدابير الإغلاق المفروضة منذ شهر مارس الماضي، وكانت قد بدأت تتعافى بعد سنوات من الاضطراب السياسي والأمني. ويرى خبراء أن بداية التعافي الجديد ستكون بحلول العام 2021، ليتمكن النشاط السياحي الذي يشغل حوالي نصف مليون شخص ويساهم بحولي 14 في المئة من الناتج الداخلي الخام، من النهوض من جديد.
وقالت المسؤولة بالديوان الوطني للسياحة فريال قظومي، “بدأنا نسجل مطلع العام الحالي تطورا بلغ 28 في المئة في العائدات المالية، ولكننا نتوقع خسائر بستة مليارات دينار… حقا الوضعية ستكون صعبة”.
ويقول الخبير في المجال السياحي أنيس السويسي، إن الأوضاع “كارثية ولا نعرف متى ستنتهي، لذلك يجب أن تتعايش السياحة مع وباء كورونا”.
الصيف في انتظاركم
وأغلقت غالبية الفنادق والمنتجعات السياحية في البلاد أبوابها وتم تخصيص عدد قليل منها للحجر الصحي، في منطقة سيدي بوسعيد التي تمثل إحدى أهم وجهات الوافدين الأجانب إجمالا، يقول محمد صدام بينما يجلس أمام محله لبيع التحف إنه يأتي ليفتح المحل “ساعة كل يوم لتهويته خوفا من الرطوبة”.
ويضيف “من المفروض أن نكون الآن في بداية الموسم ونستقبل العديد من السياح، لكن لا يوجد أحد… بالنسبة إليّ انتهى الموسم”.
وتمثل تونس إحدى أهم الوجهات السياحية في شمال أفريقيا بسبب موقعها المتوسطي. وتمتد سواحلها على 1300 كلم. ومن مواقعها الشهيرة إلى جانب الحمامات وسوسة، جزيرة جربة المعروفة بجمال شواطئها. كما يقصد السياح الأوروبيون تونس لاكتشاف صحرائها والاستمتاع بشمسها ومواقعها الأثرية.
وقدمت وزارة السياحة تصورا لبروتوكول صحي كي يتم اعتماده في إنعاش السياحة، ويفصّل تدابير تجهيز الفنادق من الجانب الصحي.
ومن هذه التدابير، وجوب احترام التباعد بين الطاولات والمظلات على الشواطئ والمسابح، وتجنب التجمعات سواء داخل الفندق أو خارجه. وسيطالب السائح بأن يجلب معه إلى جانب الكريم الواقي من الشمس، سائلا مطهرا يلازمه حيثما تنقل.
ويقول السويسي، “يجب أن نبدأ في تقديم عروض نقول فيها: هذا نزل خال ومحمي من وباء كورونا”، مشددا على أن هذه الإجراءات ضرورية، “لاسترجاع ثقة شركائنا”، ولكن يبقى أن تتمكن كل الفنادق في البلاد فعلا من تطبيقها.
وشهدت السياحة في تونس منذ مطلع العقد الحالي ثلاث أزمات حولتها من قطاع داعم لاقتصاد الدولة إلى هش يستدعي دعما متواصلا.
يقول السويسي “كنا نروج للشمس والشواطئ الجميلة، وانتقلنا إلى الترويج للاستقرار الأمني، واليوم يجب أن نروج لنجاح تونس في معالجة أزمة كورونا ولسياحة محمية من الفايروس”.
وتؤكد السلطات الصحية في البلاد أنها تمكنت من كبح انتشار الجائحة، ولم تسجل أرقاما مفزعة في عدد المصابين والوفيات، كما هي الحال في دول قريبة منها، وخصوصا الدول الأوروبية.
ورأت القظومي أن السوق الداخلية التي تمثل 20 في المئة من عائدات القطاع، ربما تكون الحل. وقالت “سنركز كل جهودنا في البداية على السوق الداخلية لإقناع التونسيين بالإقبال على السياحة… وفي حال تحسن الوضع الوبائي، سنعمل على سياحة القرب مع الجزائر وليبيا”.

المصدر

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد