المكملات الغذائية عند العرب… هوس رياضي أم حاجة صحية؟

تتطلب الحياة العصرية معايير محددة من الجمال والرشاقة واللياقة البدنية، فالحياة البشرية كانت ولا تزال تتغير بانتظام، ومعها تشهد مفاهيم الجمال تبدلاً مستمراً يتناسب والمجتمعات أو العصور، فمتطلبات الجمال القديمة تختلف بشكل كبير عن تلك الحديثة.

كما أفرزت التطورات الحديثة تغييراً في النظام الغذائي وأحدثت نمطاً سريعاً استدعى لجوء الأشخاص إلى تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص الحاصل من الفيتامينات والمعادن.

ولأن المظهر الخارجي يعود على الإنسان براحة نفسية ويعزز ثقته بنفسه  التي بدورها تلعب دوراً رئيساً في نجاحه الاجتماعي والمهني والعاطفي، توجه الشباب نحو الرياضة وبعضهم ذهب أبعد من ذلك، إلى كمال الأجسام والعضلات المفتولة، التي تتطلب أنواعاً خاصة من البروتينات والحقن لتقوية العضلات وإبرازها، على الرغم من أنها قد تكون ضارة وتتسبب بالموت في حالات نادرة.

فما هي المكملات الغذائية؟ ومتى تصبح ضارة؟

وأي من هذه المكملات مفيد برأي المتخصصين؟ وما القواعد الحاكمة لتناولها؟ وهل يمكن للشخص أن يتناولها بغرض الوقاية من الأمراض؟

وهل يمكن أخذها دون وصفة طبيب؟

الأردن: هوس الجسد المثالي ينعش سوق المكملات الغذائية 

انتشرت ثقافة ممارسة الرياضة بموازاة انتشار الأندية الرياضية في الأردن خلال العقد الحالي، وأصبح الإقبال على استخدام المكملات الغذائية شائعاً ومرغوباً بشدة خصوصاً بين الشباب الباحثين عن جسد رياضي مثالي.

واليوم تحولت سوق الأغذية الخاصة والمكملات في الأردن إلى سوق موازية وبقيمة مستوردات بلغت 112 مليون دولار سنوياً على رغم معوقات التقليد والتزوير.

 

ولا يزال الإنفاق على المكملات متواضعاً ولا يزيد على واحد في المئة من دخل المواطن الأردني، بينما ينفق في المقابل أربعة في المئة من مدخوله على المشروب والسجائر، وفقاً لإحصاءات رسمية.

ويوجد في الأردن 2500 ناد ومركز وأكاديمية رياضية في مختلف محافظات البلاد، يعمل بها نحو 16 ألف موظف.

كورونا تنعش المكملات

وخلال جائحة كورونا كان قطاع المكملات الغذائية واحداً من القطاعات الأكثر تضرراً بسبب ارتباطه بالأندية الرياضية التي أغلقت أبوابها طوال عامين كاملين، ورصدت الجهات المختصة نهماً واضحاً لدى الأردنيين في استخدام المكملات الغذائية والصحية خلال جائحة كورونا، وإفراطاً في استخدامها لتعزيز المناعة ومقاومة الفيروس، الأمر الذي أدى إلى طلب غير مسبوق عليها وانقطاع بعض الأصناف من السوق.

ومنذ ذلك الوقت زادت قناعة الأردنيين بضرورة ارتياد الأندية الرياضية والمحافظة على الصحة وتناول المكملات، وفق ما يؤكد الصيدلاني محمد عيد الذي يعمل في أحد فروع الصيدليات الكبرى في المملكة، مشيراً إلى أن صرف هذه المكملات من دون وصفة طبية سهل تزايد الطلب عليها.

ويتحدث عن أصناف معينة مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات وبخاصة منتجات الزنك وفيتامين سي، محذراً في الوقت ذاته من أضرار الإفراط في استخدامها أو اللجوء إليها كبديل عن الطعام الصحي والمتوازن.

عقوبات وغرامات

وتتشدد السلطات الأردنية في محاربة مروجي المكملات الغذائية من دون موافقة رسمية، وتنصح المواطنين بعدم شرائها إلا من الأماكن المخصصة لبيعها والمرخصة، لا سيما بعد تزايد الادعاءات المضللة التي يتم الترويج لها عن المكملات الغذائية وأغذية الرياضيين عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها مفيدة على سبيل المثال لعلاج أمراض مزمنة، إضافة إلى تخفيف الوزن وغيرها.

كما تحظر مؤسسة الغذاء والدواء نشر أية إعلانات غير مرخصة عن المكملات الغذائية وتعتبرها تضليلاً، وتفرض عقوبات وغرامات قانونية مشددة تتراوح ما بين 1500 و7 آلاف دولار.

ويحصل الأردنيون على المكملات الغذائية عبر ثلاث طرق، أحدها عبر مشتريات التجارة الإلكترونية من خلال متاجر عالمية مثل موقع “آي هيرب” أو عبر وسطاء أو من خلال وكلاء متخصصين في بيع المكملات الغذائية والرياضية.

ووفقاً لمتخصصين غذائيين تحتل مكملات التنحيف المرتبة الأولى من حيث الطلب، تليها مجموعة المكملات الغذائية والفيتامينات، ثم المكملات الرياضية مثل البروتينات ومكملات الطاقة والقوة العضلية.

وتقدم المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن على موقعها الإلكتروني خدمة البحث عن المكملات الغذائية المعتمدة والموثوقة والمجازة، وتراقب المؤسسة نحو 90 ألف صنف غذائي مستورد، وتقول إنها تلقت 579 طلباً لإجازة أغذية خاصة ومكملات غذائية العام الحالي.

وفي حين تطالب نقابة الصيادلة بحصر بيع المكملات الغذائية على المؤسسات الصيدلانية فقط، تعتبر أسعار المكملات الغذائية في الأردن مرتفعة الثمن بسبب رسوم الشحن وفرض رسوم جمركية عليها.

مكملات أم هرمونات؟

ويعرف المتخصصون المكملات الغذائية على أنها أغذية تكميلية تؤخذ من طريق الفم وتحتوي على المواد الأساس التي يحتاجها الشخص بهدف زيادة الوزن أو إنقاصه، وتحسين الأداء وتغذية العضلات وبناء شكل الجسم، لكنهم يحذرون من استخدامات خاطئة من قبل بعض الرياضيين، مثل تناول الهرمونات أو مولدات الهرمونات التي تكون على شكل حقن أو كبسولات.

ويتحدث رئيس المنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات كمال الحديدي عن رواجها وانتشارها بين الشباب الواهم والباحث عن هوس تكبير العضلات المثالي على رغم خطورتها، مشيراً إلى حالات خطرة قد يفقد فيها بعض متعاطي المنشطات القدرة على الإنجاب.

ووفقاً لتقديرات أطباء الضعف الجنسي والعقم فإن نحو 50 في المئة من مرتادي العيادات هم من مستخدمي الهرمونات الصناعية، خصوصاً حقن الهرمون الذكري “التستوستيرون”.

وبحسب المنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات فقد شهد عاما 2013 و2014 تسجيل 14 وفاة لشبان في أندية رياضية في الأردن نتيجة استخدامهم المنشطات.

الجزائر: البحث عن مناعة أقوى يضاعف استهلاك المكملات الغذائية

وعلى رفوف الصيدليات في الجزائر باتت المكملات الغذائية على شكل أقراص وفيتامينات ومعادن تزاحم الأدوية الطبية الصيدلانية، إذ يقول أطباء إن تسويق المكملات الغذائية بحاجة إلى ضبط أكثر.

وتزايد استخدام جزائريين للمكملات الغذائية، بخاصة خلال فترة الأزمة الوبائية لفيروس كورونا، من دون العودة إلى الأطباء لفحص مدى ملاءمتها مع طبيعة وضعهم الصحي، كما تقول السيدة فاطمة (34 سنة) “منذ بداية الوباء أصبحت أكثر ميلاً لأخذ المكملات الغذائية من دون استشارة الطبيب حتى”.

 

وتضيف قائلة “قد يكون الموضوع نفسياً لأنني أشعر أن هذه الفيتامينات تريحني، حينها بت أشعر أن مناعتي أصبحت أقوى، لكن أخيراً قرأت مقالة علمية عن أخطار تناول الفيتامين سي مثلاً من دون الرجوع إلى الطبيب. وفعلاً بعد فترة بدأت أشعر ببعض الأعراض الصحية بسبب نقص امتصاص بعض الفيتامينات نتيجة تناول جرعات أكثر من اللازم من الفيتامين سي”.

هذا ولا يعارض بعضهم استهلاك المكملات الغذائية بكميات معتدلة، إذ تقول إيمان طيب إنها “ليست ضد المكملات الغذائية عندما تقتضي الحاجة بنسبة استهلاك معقولة، ففي فترة كورونا تناولت الفيتامين سي مع الزنك، وحالياً أفكر في الكولاجين للحفاظ على شباب البشرة تمهيداً لسن الـ40، لكنني أراعي أن الكولاجين يؤخذ مرة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر”.

تفضيل للأغذية الصحية

في المقابل هناك من لا يزال متمسكاً بالمأكولات الطبيعية، وهو ما تذهب إليه مريم ناصر قائلة، “أفضل أكل الأسماك واللحوم البيضاء والحمراء، إضافة إلى الخضار والفواكه أعتقد أنها ألذ وأطيب وأكثر صحية، فهي غنية بالفيتامينات والألياف، كما لا ثقة لي بشركات الأدوية والماركات المعروفة باهظة الثمن”.

ويتفق كثيرون مع هذا الرأي إذ تقول كلثوم وهي طالبة جامعية، “لا أثق بالمكملات الغذائية لأنني لا أعلم محتواها، ولذلك أفضل استهلاك مواد طبية وصيدلانية، وفي حال اضطررت إلى أخذ أي مكملات فطبعاً سيكون ذلك بعد استشارة الطبيب”.

وتذهب دراسات عدة إلى الربط بين المكملات التي يسعى مستهلكوها إلى استخدامها لإنقاص الوزن، أو بناء كتلة العضلات أو زيادة الطاقة، وبين مشكلات صحية متعددة معقدة أحياناً على غرار احتمالية التعرض إلى سكتة دماغية ومشكلات القلب وتلف الأعضاء منها الكبد والكلى.

ويكمن الإشكال هنا في أن بعض المكملات الغذائية تحتوي على عناصر معدنية وفيتامينات موجودة في جسم الإنسان أساساً، إذ قد يكون أحد العناصر مرتفعاً، ويرتفع بشكل مقلق مع المكمل الغذائي، ما قد يعرض الجسم لخطر التسمم كما تشير الأبحاث.

انتعاش في فترة الامتحانات

وتتزايد فترة الترويج للمكملات الغذائية في فترة امتحانات الطلبة، ويستهدف منتجوها أساساً المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، بحثاً عن علاج للنسيان وقلة التركيز والتعب.

ويحدد قانون جزائري صدر في فبراير (شباط) 2009، يتضمن حماية المستهلك وقمع الغش القواعد المطبقة في مجال أمن المنتجات، لكنه لا يبدو كافياً في نظر المتخصصين.

وفي السياق دعا رئيس الفيدرالية الجزائرية للصيدلة عبدالحكيم بوديس، في تصريحات صحافية أدلى بها قبل فترة، إلى ضرورة سن قوانين لتسيير وتنظيم سوق المكملات الغذائية لناحية التصنيع والاستيراد والتوزيع وصولاً إلى التسويق، مبرزاً أن تلك القوانين عالقة في منتصف الطريق لخضوع تسييرها إلى ثلاث أو أربع وزارات.

السعودية: الترويج للمكملات الغذائية بصورة غير صحيحة

ما إن أصبح الوعي الصحي في الأوساط السعودية يتصاعد حتى خلق توأمة مع سوق المكملات الغذائية بشكل طردي مع ارتفاع ممارسة الرياضة، إذ يشهد الأخير انتشاراً وإقبالاً متزايدين بين الفئة الشبابية لبناء الجسم الرياضي الرشيق، وكذلك إنقاص الوزن أو تعويض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.

وما بين الحاجة الصحية والهوس الرياضي انتشرت المكملات الغذائية بدعم المؤثرين والمتحفظين لاستخدامها من المدربين في الصالات الرياضية، أو متخصصي التغذية وتسويق بعض الشركات.

ويروج البعض للمكملات الغذائية بصورة غير صحيحة أو غير نظامية بالتضليل والتلاعب ما دفع هيئة الغذاء والدواء السعودية لمنع هذا الترويج، عبر إصدار لائحة للمكملات.

وأوضحت الهيئة أن المكملات الغذائية ليست علاجاً من الأمراض أو بديلاً عن الدواء الموصوف لعلاج حالة مرضية، بل يقتصر دورها في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم في حال النقص.

وأوضح استشاري التغذية العلاجية خالد المدني، أنه في الوقت الحاضر ظهرت العديد من المستحضرات أو المنتجات أو اتباع وسائل معينة للرياضيين على أمل تحسين الأداء الرياضي، وبعض هذه المستحضرات غذائي والآخر دوائي، كما توجد بعض الوسائل التي يستخدمها الرياضي من أجل تحسين أدائه، ولكن معظمها تفتقد الأدلة العلمية الكافية لإثبات الادعاءات حول فعاليتها.

وأضاف “الإقبال على هذه المنتجات أو الوسائل المتبعة ومع سوء استعمالها يتطلب بذل جهود مكثفة وعاجلة في التثقيف الغذائي للرياضيين، وتزويدهم بالمعلومات التغذوية السليمة لمجابهة المخاطر الناجمة عن استعمال بعض هذه المستحضرات”.

وأكد المدني أن المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن لا بد أن تخضع للإشراف الطبي، كون الجرعات الزائدة قد تتسبب في مخاطر صحية، مشيراً إلى أن الإنسان السليم لا يحتاج إلى هذه العناصر من خلال التنوع الغذائي.

واختتم حديثه “إن الإنجازات الرياضية والتميز في الألعاب المختلفة لا تحرز من خلال تناول الأدوية أو المساحيق أو المشروبات التجارية أو من خلال حقن معينة، بل يمكن إحراز التميز الرياضي من خلال التمارين الجادة، وضمان حصول الرياضي على حاجة الجسم من السعرات الحرارية والكربوهيدرات”.

إشهارات “المكملات الغذائية” تغزو الفضائيات

وصار لكل عارض صحي مكمل غذائي قادر على علاجه بحسب بعض المستهلكين والمروجين، ما شجع على انتشار الإعلانات التلفزيونية لعدد كبير من المكملات الغذائية، فيما منعت الحكومة هذا التوجه.

وقالت سلطة ضبط السمعي البصري (هيئة حكومية تراقب عمل القنوات التلفزيونية)، “ندين هذه الحملات ونوجه إنذاراً لكل وسائل الإعلام السمعية البصرية التي تبث مثل هذه الومضات الإشهارية الكاذبة، ونطلب التوقيف الفوري لهذه الحملة ونحتفظ باتخاذ إجراءات ردعية في حال مواصلة هذه القنوات ذلك”.

واعتبرت الهيئة الحكومية بأن “تسويق هذه المنتجات والترويج لها مسألة تقتضي تراخيص من جهات علمية مختصة طبقاً لبروتوكول العلاج، وأيضاً لبروتوكول الاستغلال المحدد من قبل مجالس علمية معتمدة”، واعتبرت أن هذا النوع من الترويج (المضلل) يشكل “خطراً على الصحة العامة وخرقاً للقانون وأخلاقيات المهنة الإعلامية والطبية”.

وقالت إنها “تابعت منذ مدة حملات الترويج الخاصة بالمواد الصيدلانية ومنتجات المكملات الغذائية عبر القنوات التلفزيونية المختلفة بشكل لافت ومقلق، لما صاحب هذه الحملة من تغليط للرأي العام بالترويج لمعلومات ومعطيات غير دقيقة عن منافع مزعومة لهذه المنتجات، وحث المواطنين على استهلاكها بإشراك أطباء ومختصين، واستغلال فئة الأطفال في هذا الإشهار التضليلي لاستقطاب الزبائن، من دون مراعاة المعايير العلمية في ذلك ولا القواعد القانونية والأخلاقية، وهو ما من شأنه إلحاق الضرر بمستهلكيها وخلق تداعيات ومخاطر صحية”.

كما طالبت سلطة ضبط السمعي البصري من المواطنين بـ “الحذر وعدم الانسياق وراء هذه الأوهام”، كما ناشدت الأطباء المشاركين في هذه الحملة بـ”الالتزام بالمقتضيات القانونية والأخلاقية المرتبطة بمهنة الطب”، مشيرة إلى أنها “ستواصل التنسيق مع الجهات الإدارية والعلمية المختصة في هذا الشأن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة وتنظيم هذا النوع من الترويج، حماية للمصالح المادية والمعنوية للمستهلك الجزائري”.

مكونات كيمياوية

وفي السياق ذاته حظرت وزارة التجارة الجزائرية مطلع العام الحالي تسويق 20 مكملاً غذائياً أثبتت التحاليل المخبرية احتواءها على مكونات كيماوية، وعلى مواد غير مصرح بها في التركيبة، بينها أدوية تستعمل لعلاج الضعف الجنسي، لا ينصح بتناولها إلا بعد أخذ رأي طبيب مختص.

“هذه المنتجات غير المأمونة” كما ذكرت الوزارة إذ من شأن استهلاكها أن “يشكل خطراً على الصحة”، مشددة على “ضرورة الامتناع عن اقتنائها واستهلاكها”، كذلك حذرت الوزارة التجار كافة في التجزئة والجملة والإنتاج أو الاستيراد من أنه “يمنع منعاً باتاً عرض هذه المنتجات للبيع تحت أية صفة كانت ويمنع تخزينها في المستودعات”.

مصر: العضلات المفتولة والمكملات الغذائية تثيران أزمة

قبل ثلاثة أشهر بدأ محمد إبراهيم (20 عاماً) يشعر بآلام في الجانب الأيسر من المعدة، وفي الأيام الأولى تجاهل الألم وواظب على تدريبه اليومي في صالة الألعاب الرياضية، لكنه مع الوقت لم يستطع تحمل الوجع وذهب إلى الطبيب ليفاجأ بإصابته بمشكلات في الكلى.

تلك الأزمة الصحية حدثت بعد شهرين من بدء محمد وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، تدريبه في إحدى صالات الجيم بجوار منزله في حي الهرم في محافظة الجيزة، سعياً إلى الحصول على الجسم المثالي الذي يتمناه كل من في جيله.

 

وقال محمد إنه لاحظ عند دخوله صالة الجيم وجود عبوات كبيرة للمكملات الغذائية التي عرضها المدرب عليه بعد أيام من بدء التمرين، مؤكداً أنها تساعد في تضخيم حجم العضلات وأبرازها خلال وقت قصير، فاختار عبوة من البودرة التي تمزج مع المياه، وكانت هناك حبوب أيضاً.

وتناول محمد تلك المكملات قبل التوجه إلى الطبيب الذي قال له إن الفحوص كشفت هرمونات ضارة في المكملات الغذائية كانت وراء مشكلات الكلى.

المكملات الغذائية هي مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي بمواد مثل الفيتامين والمعادن والألياف والأحماض، لتعويض فقدانها أو عدم تناولها بالشكل الكافي في النظام الغذائي للشخص.

وغالباً ما تستخدم لأغراض التخسيس أو اكتساب الوزن وتضخيم العضلات وتكمن خطورتها في الإكثار من تناولها من دون استشارة الطبيب.

خطورة المكملات

محمد ربما كان محظوظاً لاكتشافه الأمر باكراً، إذ يؤكد استشاري أمراض السمنة والنحافة هاني جبران أن بعض المرضى يعانون مشكلات في القلب والكلى والكبد بسبب المكملات الغذائية قد تؤدي إلى الوفاة.

وقال وتابع “المكملات الغذائية مثل أي مستحضر دوائي تناولها يجب أن يكون وفق إشراف الطبيب، وقد يكون لها بعض الفوائد في حالات معينة تحددها الفحوص التي يطلبها الطبيب المعالج، ولم ينف أن بعضها مستخرج من مواد طبيعية ومفيد تناولها بقدر معين.

وأشار جبران إلى خطورة بيع المكملات الغذائية في صالات الجيم وعبر صفحات مواقع التواصل وإعلانات القنوات التليفزيونية التي تعرض منتجات غير مرخصة تدعي أنها مستوردة من ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، وفي حقيقة الأمر أنها قادمة من جنوب شرقي آسيا وتحوي مواد بعضها ممنوع دولياً، كما حذر من تورط بعض الصيادلة والأطباء في بيع بعض المكملات غير المرخصة أو من دون وصفة طبية، وطالب بتشديد رقابة نقابة الصيادلة وأجهزة الدولة على أماكن بيع تلك المكملات.

كذلك حذر المستشار الإقليمي للتغذية في منظمة الصحة العالمية أيوب الجوالدة من عملية تداول المكملات الغذائية غير المنظمة، مؤكداً في تصريحات صحافية أن تناولها بجرعات تتجاوز الكمية الموصى بها يكون ساماً مما يسبب آثاراً جانبية خطرة، كما يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية وتقلل من فعاليتها أو تزيد من آثارها الجانبية بصورة مدمرة.

وأوضح الجوالدة أن حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها ممكن من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، لكن المكملات الغذائية المرخصة يمكن أن توفر عناصر إضافية من الفيتامينات والمعادن عندما يكون النظام الغذائي غير مكتمل أو عند الحاجة الطبية بعد استشارة الطبيب.

من دون وعي

بدوره، أوضح مدرب اللياقة البدنية للفريق الأول لكرة الطائرة في أحد النوادي المصرية إبراهيم بدر أن بعض الرياضيين المبتدئين يحصلون على مكملات غذائية من دون فحوص أو تحاليل، وبنصيحة بعض المدربين غير المدركين لخطورة ما يقدمونه لهؤلاء من صغار السن، مشيراً إلى أن المكملات الغذائية قد تشكل خطورة كبيرة على مرضى السكري أو أصحاب الضغط المرتفع، ومن الممكن أن تؤدي للوفاة.

وحذر بدر من خطورة الاستماع لبعض المدربين غير المتخصصين والدارسين لمهنة التدريب والمكملات الغذائية والمنشطات، موضحاً أنهم يشكلون خطورة كبيرة على الرياضيين المبتدئين، الذين تغويهم الكتل العضلية الكبيرة بشكل مبالغ فيه من دون دراية بأنها تحتاج تمارين تستغرق سنوات ومتابعة من قبل اختصاصي تغذية وغيرها من الالتزامات الرياضية لصناعة أبطال في رياضة كمال الأجسام.

وشدد بدر على ضرورة مراقبة صالات الجيم بأنواعها للتأكد من مؤهلات المدربين العاملين فيها لوقف تناول المنشطات أو المكملات الغذائية الضارة التي قد تنتهي بوفاة شبان آخرين.

آلية الرقابة

وكانت وزارة الصحة قررت في يوليو (تموز) 2021 منع تداول 68 مكملاً غذائياً، بدعوى عدم مطابقتها للمواصفات استجابة لمطالبات من شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية.

ووصف رئيس الشعبة علي عوف المكملات بأنها سموم تضعف الجسم، بحسب تعبيره في تصريحات صحافية، مطالباً بتشديد الرقابة على صالات الجيم وغيرها من أماكن بيع المكملات.

وتختص هيئة سلامة الغذاء بصفة الضبطية القضائية على المكملات الغذائية سواء في الصيدليات أو المتاجر، وهي من تمنح الاعتماد بسلامة أي مستحضر. وحذر رئيس الهيئة حسين منصور من أن أي مستحضر لا يحمل علامة “هيئة سلامة الغذاء” يعد مجهول المصدر، ومن يشتريه يتحمل مسؤولية الأضرار التي قد تنتج منه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحرك برلماني

ووصلت التحذيرات من خطورة تناول المكملات الغذائية من دون استشارة طبية إلى ساحة البرلمان، إذ تقدم عضو مجلس النواب أيمن أبو العلا في مايو (أيار) الماضي، بطلب إحاطة للحكومة في شأن ما سماه “فوضى انتشار المكملات الغذائية”، مشيراً إلى ما يترتب عليها من أضرار صحية بالغة.

وقال النائب إن هناك مكملات غذائية مجهولة المصدر منتشرة بالسوق المصرية بعيداً من أعين الرقابة ولا تلتزم بالمواصفات، مما يجعل ضررها أكثر من نفعها، مشيراً إلى أن كثيرين يلجأون للمكملات بعيداً من الإشراف الطبي، بخاصة من الشباب الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام.

ولفت إلى بيع صالات الجيم تلك المكملات في غياب الرقابة، متهماً هيئة سلامة الغذاء بغياب دورها في متابعة هذه المنتجات.

وطالب الحكومة ببحث تلك المسألة وإيجاد الحلول لها، ومواجهة المصانع غير المرخصة بتفعيل دور الأجهزة الرقابية كافة.

فرصة استثمارية

ويستهلك المصريون مكملات غذائية بقيمة نحو مليار جنيه سنوياً، نصفها من المنتجات المحلية، إذ يعمل في ذلك القطاع 20 مصنعاً مرخصاً إلى جانب 50 مصنع أدوية مسموح لها بإنتاج المكملات وفق شروط.

كما يتم تأسيس نحو 10 مصانع جديدة حالياً تسعى إلى الحصول على تراخيص من هيئة سلامة الغذاء، بحسب تصريحات صحافية لعضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات محمد أنور.

وأضاف أنور أن التوسع في صناعة المكملات الغذائية بشكل منظم وشرعي يقلل من استيرادها، كما يوفر فرصة اقتصادية، إذ بلغت قيمة صادرات المكملات الغذائية المصرية نحو 100 مليون دولار، وتوقع أن تزداد لتصل إلى مليار دولار في حال الاهتمام بهذه الصناعة.

لبنان: مكملات غذائية تهدد حياة الرياضيين 

إذا كان اختصاصيو التغذية في لبنان يشددون على أهمية تركيز الرياضيين على البروتينات من مصدر غذائي لبناء العضلات والحصول على جسم منحوت، يفضّل هؤلاء اللجوء إلى وسائل أخرى معتبرين أنهم يحتاجون إلى كميات كبيرة من البروتينات يصعب تأمينها في الغذاء. وبالنسبة لمن تشكّل الرياضة جزءاً أساسياً من حياتهم، تزيد الحاجة إلى عناصر غذائية عدة بهدف تحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات، وهؤلاء يعتبرون أن النظام الغذائي الصحي وحده غير كاف.

عندما يزيد الاهتمام بالرياضة وتتحوّل إلى هاجس، يسعى الرياضيون إلى إحداث تغيير جذري في شكل الجسم بأسرع وقت ممكن. لكن ماذا لو تخطّت الأمور الحد الطبيعي ووصلت إلى حد المبالغة واستخدام منتجات لها الكثير من المخاطر على الصحة والحياة؟ وأحياناً يتجاوز المعنيون الحد المعتدل في تناول العقاقير بهدف تحسين الأداء وتقوية العضلات فيلجؤون إلى الحقن التي قد تهدد حياتهم، خصوصاً أنهم يحصلون عليها بجرعات أعلى من تلك التي توصف. وبعض هذه العقاقير والحقن لا تباع بشكل قانوني، فتعطى للرياضيين بشكل عشوائي من دون أي رقابة على النوادي الرياضية والمتاجر التي تبيعها، مع ما يرافق ذلك من مخاطر وآثار جانبية على صحتهم وحياتهم. فتتحوّل الرياضة من مصدر فائدة للصحة الجسدية والنفسية إلى نقمة حين تخرج فيه الأمور عن السيطرة. لذلك دفع العديد من الرياضيين حياتهم ثمناً لتعاطي منتجات محظورة وتخطي التوصيات المرتبطة بتلك التي يُسمح باستخدامها، وفق أصول معينة وبإشراف طبي.

مكملات غذائية آمنة للرياضيين

كثير من المنتجات التي يلجأ إليها الرياضيون لتحسين الأداء الرياضي وزيادة حجم العضلات يعتبر مسموحاً وآمناً، وثمة توصيات حول طرق استخدامها كمكملات غذائية من فيتامينات يتناولها الرياضي المتمرّس لحاجته إلى هذه العناصر الغذائية بمعدلات إضافية، بحسب ما يوضح المدرب الرياضي شربل شراباتي. كما أنه من هذه العناصر الغذائية ما لا ينتجه الجسم كالأحماض الدهنية “أوميغا 3″، ما قد يستدعي الحصول عليه إما بالغذاء أو باللجوء إلى المكملات. وقد يتناول بعض الرياضيين الفيتامين “ج” بجرعات إضافية لتأمين الطاقة للجسم. وينطبق هذا على الفيتامينات “ب” المركبة التي تؤمن الطاقة للجسم وتساعد على تحسين الأداء الرياضي. ويحرص الرياضيون أيضاً على تناول مكملات الفيتامين “د” الذي يساعد على تعزيز مستويات التيستوستيرون. أما الفيتامين “إي” فله تأثير في قدرة الجسم والعضلات على التعافي، ويساعد في التخلص من السموم ويعتمد عليه أيضاً الرياضيون. مع الإشارة إلى أن هذه المكملات الغذائية كلّها لا تكون فاعلة بشكل منفرد مع عدم وجود معادن معينة وفيتامينات كالزنك مثلاً لتفعيلها. ما من مشكلة أبداً في تناول هذا النوع من المكملات الغذائية، وفق ما يوضحه شراباتي، فهي آمنة ولا تشكل خطراً على الرياضيين طالما أن الشركات المنتجة لها موثوقة.

أما مكملات البروتينات، التي يتناولها الرياضيون في معظمهم، فتُعتبر الحل الأسهل لهم لزيادة حجم العضلات وتقويتها في وقت أسرع، لاعتبار أن البروتينات من العناصر الغذائية الأساسية لبناء العضلات. علماً أن جسم الإنسان يحتاج عادةً إلى 0.8 غرام من البروتينات لكل كيلوغرام من الوزن، فيما يحتاج الرياضي إلى 1.2 أو 1.4 غرام منها في حال ممارسة الرياضة بانتظام. وعلى الرغم من أن مكملات البروتينات تعتبر آمنة، يُنصح بالتركيز على الغذاء كمصدر للبروتينات مع مزيد من التنوع بدلاً من تناول البروتينات المصنّعة، التي قد تحتوي أحياناً على مادة الألمينيوم لزيادة حجم المنتج. لكن، يلجأ الرياضيون إليها لتأمين حاجتهم من البروتينات بسهولة وبطريقة عملية، بينما في الغذاء، قد يجدون صعوبة في تحديد حجم الحصص المناسبة لتوفير معدلات زائدة من البروتينات والحصول على جسم مثالي مصقول بعضلات مفتولة. في كل الحالات، تعتبر مكملات البروتينات آمنة ولا تشكل خطراً كبيراً على الرياضي، باستثناء أنها قد تزيد من إجهاد الكلى بسبب المعدلات الزائدة من البروتينات، ما يستدعي المراقبة الطبية.

الخطر الأكبر اليوم والرقابة غائبة

في المقابل، يشير شراباتي إلى مكملات غذائية يلجأ إليها الرياضيون وتشكل تهديداً حقيقياً لهم بغياب الرقابة الصحية على النوادي الرياضية، وعلى المحلات التجارية التي تبيع العديد من المنتجات للرياضيين سراً. فالخطر موجود مع المكملات الغذائية المركبة كيماوياً، والتي تأتي بشكل مسحوق بودرة يتم مزجه مع الماء ويشرب منه لتأمين الطاقة للجسم. وكانت مصنوعة أولاً من السكر والكاكاو ثم أضيفت إليها جرعات زائدة من الكافيين ومواد كيماوية معينة بهدف تحسين الأداء الرياضي. هذا ما يشكل عنصر جذب للشباب الرياضيين الذين أصبحت الرياضة هاجساً لهم، فيهرعون لشرائها بطريقة عشوائية. الخطر في هذه المنتجات في أنها تعمل على تحفيز الدماغ ويمكن ألا يتحمّلها الجسم والقلب أحياناً، ما قد يؤدي إلى ذبحة قلبية، خصوصاً في حال الحصول على جرعات زائدة منها. وصحيح أنها ليست ممنوعة، في حال تناولها باعتدال وبإشراف طبي للتأكد من عدم وجود مشكلة في الدماغ أو القلب.

ومن المواد التي يلجأ إليها الرياضيون بكثرة حالياً حقن هرمون النمو للحصول على جسم مثالي بعضلات ضخمة مرسومة، فيلجأون إليها مع التستوستيرون لنتيجة قصوى. في الواقع، هرمون النمو موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان ويفرزه الجسم بحسب الحاجة، ويتوقف إنتاجه عند سن 45 سنة لاعتبار أنه لا تعود هناك حاجة إليه. أما من يلجأ إلى هذه الحقن، فيوقف وظيفة الغدد التي تنتج هرمون النمو في الدماغ نهائياً، نظراً للجرعات الزائدة التي تدخل إلى الجسم بهدف ممارسة الرياضة بشكل مكثّف بمعدل 5 مرات أو أكثر خلال النهار، وتكبير العضلات سريعاً من دون تعرّضها للأذى.

كميات زائدة

أيضاً، تؤثر هذه الحقن على عضلات القلب مع احتمال حصول تضخّم فيها ما يشكل خطراً كبيراً على الحياة. وقد تسبب قصوراً في الكلى، خصوصاً في حال تناول كميات زائدة من البروتينات في الوقت نفسه بهدف الاستفادة بمعدل أكبر. وهذا ما يجب التحذير منه لاعتباره يشكل تلاعباً بالهرمونات في الجسم. علماً أن هرمون النمو يُعطى عادةً بإشراف طبي لمن يعاني مشكلة في النمو. ويُلزم من يتناولها بهذا الشكل، بالحصول عليها طوال حياته، بسبب التوقف المبكر لإنتاجها في الجسم عند الحصول عليها بجرعات زائدة عند سن العشرين أو الثلاثين مثلاً. لكن في حال تناولها لفترة قصيرة، قد يكون من الممكن وقفها. أما بغياب وظيفة الغدد المنتجة لهرمون النمو إثر الحصول عليه لفترة طويلة، فلا يعود من الممكن أن تتعافى العضلات، ولو في حال تناول البروتينات، لأن الضرر يكون قد وقع. مع الإشارة إلى أن هذه الهرمونات تُصنع من جلد الحيوان وتحتوي على مواد كيماوية. وهي تعطى أسبوعياً مرة أو اثنتين بشكل دورات عدة وتصل تكلفة كل دورة 4000 دولار أميركي. وعلى الرغم من أنه لا يفترض بيعها من دون وصفة طبية، إلا أنه تتم المتاجرة بها في محلات معينة وحتى في صيدليات، وتعطى للشباب والفتيات بطريقة عشوائية. ومن يعتمد على هذه الحقن، يلجأ في الوقت نفسه إلى التستوستيرون للحصول على معدلات قصوى من الطاقة وتعزيز قوة العضلات. علماً أن هرمون النمو يزيد ضخامة الجسم، فيما يصقل التستوستيرون العضلات ويرسمها، وهذا ما يؤثر في الخصوبة ما يؤدي إلى تداعيات صحية لا يمكن تداركها.

ويُعتبر لجوء الشباب الرياضيين إلى حقن الأنسولين ظاهرة شائعة بشكل خاص، وهي في غاية الخطورة. هم يتناولون في الوقت نفسه كميات كبيرة من الطعام لجعل أجسامهم أكثر ضخامة، ويلجأون إلى حقن الأنسولين عشوائياً أيضاً ومن دون أي إشراف طبي. يحذّر شراباتي هنا من احتمال التعرّض لذبحة قلبية ولحالة مقاومة الأنسولين التي يصاب بعدها الشاب بالسكري، مع ما قد يرافق ذلك من مشكلات في القلب وقصور في الكلى. وما يجذب الشباب إلى هذ الحقن أنها غير مكلفة أبداً بالمقارنة مع الهرمونات وغيرها من المنتجات الشائعة بين الرياضيين، وهي متوافرة بكثرة. وقد أدت إلى وفيات عدة بين الرياضيين أخيراً.

وعليه تبقى الرقابة على النوادي الرياضية الحل الكفيل لإنقاذ العديد من الشباب، بالإضافة إلى نشر الوعي على نطاق واسع في هذا المجال.

العراق: المكملات الغذائية… الترند الذي يلازم الأنشطة الرياضية

وبسبب ما طرأ من ظروف الحياة السريعة لم يعد الناس في العراق يهتمون بنوعية غذائهم، فالتوتر والضغط النفسي وايقاع الحياة المضطرب يدفع كثيرين نحو الميل لتناول الأطعمة السريعة لسد الجوع فقط حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم اليومية، وغالباً ما تخلو الأغذية السريعة من العناصر الغذائية المهمة والمتكاملة التي يحتاجها الجسم، لذلك يلجأ بعضهم إلى الاعتماد على المكملات الغذائية أملاً بتغذية أجسامهم بالعناصر المهمة بعدما فقدوها بسبب أعتمادهم أساساً على الوجبات السريعة.
يحصل كثير من الناس على المعلومات الصحية الخاصة بالمكملات الغذائية من الإعلانات التجارية التي تروجها الشركات، وليس على الحقائق المبنية على الأبحاث العلمية التي أجريت على المكملات الغذائية المجربة سريرياً، ومخاطر ذلك بحسب المختصين في التغذية أن الأغلبية يلجأون إلى المكملات الغذائية من دون استشارة متخصص في التغذية، وهذه المكملات قد لا تتفاعل مع أي جسم من ناحية الامتصاص والفاعلية، بالتالي تكون مضارها حاضرة أكثر من فوائدها على فعاليات الجسم.

 

وتنقسم المكملات الغذائية إلى أربعة أنواع هي، أولاً، الفيتامينات والمعادن، والنوع الثاني، هو المكملات لأغراض خاصةً تلك التي تستخدم لتخفيف أعراض أمراض معينة، والنوع الثالث، يضم النباتات والأعشاب الطبيبة ومنها مكملات الثوم ومستخلص القهوة الخضراء، أما النوع الأخير  فهو المكملات الرياضية ومكملات التحكم بالوزن وهذا النوع ساد بشكل واسع مع انتشار صالات الألعاب الرياضية والرغبة بالحصول على أجسام تتماثل مع لاعبي رياضة كمال الأجسام.

لاسبيل للاستغناء عنها

وأوضح حيدر مثنى الذي يتدرب في إحدى القاعات الرياضية في بغداد، “لا يمكنني أن استغني عن المكملات الغذائية بعد الجهد الرياضي الذي أبذله، فأنا بحاجة إلى بروتين وفيتامينات وهذا غير متاح في الأكل اليومي”.
لا يعتمد مثنى على استشارة طبيب متخصص لتناول المكملات الغذائية، فهو يكتفي بقراءة التفاصيل التي تكون ملحقة مع المكمل الغذائي الذي يتناول، وقال إن “التفاصيل كافية، فهي ترشدني  لتناول الكميات حسب العمر والوزن وأنا أعتمد على هذه الطريقة منذ مدة طويلة، ولم أعان من أي أعراض جانبية، كما أنني أعتمد على شراء هذه المكملات من مناشئ عالمية موثوقة”.

الفئات المستحدمة للمكملات

في السياق، أشار لاعب كمال الأجسام، المدرب أمير البياتي إلى أن “هناك فئات تستخدم هذه المكملات، إذ تضم الفئة الأولى الأشخاص الذين يعانون من نقص غذائي حاد كحالات المجاعات، أما الفئة الثانية فتشمل الأشخاص الذين تتطلب أجسامهم كمية كبيرة من الغذاء، مثل الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع، أما الفئة الثالثة فهي تشمل الأشخاص الذين تقل قدرة أجسامهم على امتصاص الغذاء مثل الشيخوخة أو المصابين بسوء الامتصاص أو بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي معين نتيجة لحساسية ما، وتضم الفئة الرابعة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وتزداد حاجة أجسامهم إلى المواد الغذائية كمرضى السرطان ومرضى الكلى والكبد”.

الرياضيون بحاجة إلى المكملات

كذلك أوضح البياتي أن “المكملات الغذائية تستخدم بكثرة من قبل الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام أو من يقومون برياضة رفع الأوزان الثقيلة، والهدف من تناول المكملات هو زيادة حجم العضلات ووزن الجسم، وتحسين الأداء الرياضي، إضافة إلى تقليل نسبة الدهون في الجسم لإبراز تفاصيل العضلات أكثر”.
كما يستخدم الرياضيون الفيتامينات وهي إحدى أنواع المكملات بهدف إتمام عملية الاستشفاء العضلي وتحسين الدورة الدموية وتقوية جهاز المناعة، إضافة إلى أنها تساعد في تخفيف الوزن، وهي ضرورية للوقاية من الإصابات الناتجة من رفع الأوزان الثقيلة فهي تساعد في تقوية المفاصل وتلعب دوراً مهماً في حماية العضلات من العناصر المؤكسدة التي يمكن أن تفقد أثناء التمارين الرياضية”.

المكملات والمنشطات

وعن الاختلاف بين المكملات الغذائية والمنشطات، أشار أمير البياتي إلى أن “هناك اختلافاً واضحاً  بينهما، فالمكملات مصدرها المواد الغذائية بأنواعها، وهي لا تؤثر في هرمونات الجسم وآمنة جداً، ويختلف ذلك تماماً عن المنشطات التي يكون مصدرها الهرمونات الحيوانية التي تسبب أعراضاً جانبية كثيرة، وتؤدي هذه الأعراض إلى الفشل الكلوي، مثال على ذلك، هرمون التستوستيرون فلا يستخدم إلا بوصفة طبيب متخصص من أجل تسريع عمليات إعادة بناء بعض الأجسام التي تعاني من الضمور العضلي، كما أن معظم المنشطات الموجودة هي غير قانونية في المسابقات والنوادي الرياضية، بعكس المكملات الغذائية المرخص بيعها بشكل علني في أميركا والدول الأوروبية والعربية.

لا تخلو من أضرار

لا يمكن أن تؤخذ المكملات الغذائية من دون استشارة الطبيب المتخصص، ليتم اختيار النوع والكمية  التي تناسب الجسم، وفي هذا السياق يوضح أمير البياتي أن تعاطي المكملات الغذائية من مصدر موثوق وباستشارة مدرب أو طبيب لا يمكن أن تتسبب بأي ضرر، ولكن يمكن أن يسفر تناولها بشكل غير صحيح عن بعض الأضرار، فقد يؤدي تناول جرعات عالية تفوق حاجة الجسم أو تفوق استطاعته على الامتصاص، إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، بخاصة إذا كانت المادة القابلة للتخزين في الجسم مثل الزنك وفيتامين أ A والحديد والسيلينيوم وغيرها، كذلك فإن استهلاك الكرياتين بشكل مفرط قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الكلى.
كما قد تتداخل بعض المكملات الغذائية مع عمل بعض الأدوية التي يتناولها الشخص مما يؤدي إلى آثار جانبية سيئة، فمثلاً يمكن أن يؤدي الفيتامين ك K إلى تقليل قدرة الاستجابة للعلاج وحدوث الجلطات، بينما يمكن أن يزيد فيتامين إيه E من فعالية الأدوية المميعة للدم، بالتالي يزيد خطر حدوث الكدمات والنزوف، كذلك يمكن أن تؤدي مكملات الحديد والكالسيوم إلى إنقاص فعالية المضادات الحيوية.

تونس: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجات المكملات الغذائية 

تعتمد قاعات الرياضة ومراكز اللياقة البدنية وكمال الأجسام المنتشرة في مختلف أنحاء تونس على أسلوب “إبهار” المراهقين والشباب بوضع صور ولافتات جذابة تبرز الشاب بعضلات مفتولة وجسم متناسق وتشد هذه الصور كثيراً من الشباب والمراهقين لهذه المراكز بحثاً عن جسد رياضي بعضلات متماسكة تضفي عليهم مزيداً من الهيبة ويلجأ كثر من الرياضيين إلى استهلاك المكملات الغذائية لحاجة الجسم إلى مزيد من البروتينات ولاعتقادهم بأنها ضرورية للجسم.

 

الاستهلاك باعتدال

أسامة مبروكي (27 سنة) متخرج في الجامعة اختصاص هندسة بدا بجسم رياضي وهو المواظب بشكل يومي على قاعة الرياضة في حيه ولا يدخن، سألناه إن كان يستهلك المكملات الغذائية، فأكد أنه “يستهلكها باعتدال وبكميات قليلة”، مضيفاً أنه “تعرض لوعكات صحية عندما استهلك منها كميات كبيرة” وقال إنه “يستهلك المكملات الغذائية باعتماد نصائح طبيبه وإنه يعول أكثر على المواد الغذائية واللحوم التي يتناولها بكميات كبيرة تفي حاجته”.

وعن انتشار استهلاك المكملات الغذائية بين الشباب اليوم، أكد أنها “ليست في متناول الجميع لأنها باهظة الثمن” داعياً شباب جيله، لا سيما المراهقين إلى “التعويل على المواد الغذائية كاللحوم البيضاء والبيض والخضراوات والغلال والابتعاد قدر الإمكان عن العجين والسكريات”.

أسعار مرتفعة

وتنتشر محال بيع المكملات الغذائية في مختلف أنحاء العاصمة والمدن الكبرى، كما يتم استخدام صفحات التواصل الاجتماعي (“فيسبوك” و”تيك توك” و”إنستغرام”) للترويج لهذه المنتجات.

ويقول أكرم الهيشري، صاحب متجر لبيع المكملات الغذائية وسط مدينة حمام الأنف (محافظة بن عروس) إن “زبائنه من مختلف الأعمار من مراهقين وشبان وشابات وحتى من الكهول وكبار السن” ويؤكد أن “المكملات الغذائية التي يبيعها خاضعة للرقابة الصحية” مستنداً إلى وثائق أبرزها تثبت مصدر المواد التي يبيعها وتتراوح الأسعار بين 60 ديناراً (20 دولاراً) و200 دينار (حوالى 70 دولاراً).

وبالنسبة إلى المواد ومركبات تلك المكملات، أوضح أنها “لا تضر بالصحة ويلتجئ إليها تونسيون عدة لأسباب مختلفة كالحوامل والشيوخ”.

المكملات لا تعوض الغذاء

وتتمثل المكملات الغذائية في أقراص أو كبسولات تساعد في الحصول على العناصر الغذائية التي يفتقد إليها الجسم في النظام الغذائي العادي.

وتؤكد المتخصصة في التغذية مفيدة مديمغ أن “المكمل الغذائي وكما يدل على ذلك اسمه هو مكمل ولا يمكن الاستعاضة عن المواد الغذائية التي نستهلكها بشكل طبيعي والاكتفاء بالمكملات الغذائية”، مضيفة أن هناك “بعض الحالات التي يمكن فيها الاعتماد على المكملات الغذائية مثل كبار السن والحوامل العاجزين عن توفير ما يحتاج إليه الجسم من فيتامينات وبروتينات إذ إن عدم تناولهم ما يكفي من الطعام يقلل من كمية الفيتامينات التي يحصلون عليها وهو ما يجعلهم في حاجة إلى تلك المكملات الغذائية، إضافة إلى الرياضيين وفق برامج غذائية خاصة تختلف بحسب السن وطبيعة الرياضة التي يمارسونها”، كما لفتت إلى فئة “النباتيين” (لا يتناولون اللحوم) الذين قد “لا يتمكنون من الحصول على بعض الفيتامينات عبر الخضراوات والفواكه لوحدها، مما يضطرهم إلى تناول المكملات الغذائية للحصول على هذه الفيتامينات”.

وتنصح مديمغ بـ”ضرورة الحصول على مختلف البروتينات والفيتامينات من المواد الغذائية التي نستهلكها، لأن تناول المكملات الغذائية لا يعوض نقص الفيتامينات، بالتالي فإن الحصول على الفيتامينات من خلال الخضراوات والفواكه أفضل بكثير من تناولها من خلال المكملات الغذائية”.

آثار سلبية كقصور الكلى

وحذرت من “الآثار السلبية للتناول المفرط للمكملات الغذائية، خصوصاً أن عدداً من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة باتوا يترددون على قسم الكلى نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي بسبب البروتينات والمكملات الغذائية التي يتعاطونها في مراكز تدريب اللياقة للظهور بعضلات مفتولة”.

ومن جهته، حذر المتخصص في علم المناعة حاتم المصمودي من “تناول الفيتامينات بطريقة غير متوازنة وعشوائية”، مشيراً إلى “ضرورة القيام ببعض التحاليل لتحديد النقص الذي يشكو منه الجسم، لا سيما بالنسبة إلى فيتامين (د) وغيره من الفيتامينات الأخرى”، وأبرز أن “المكملات الغذائية لا يمكنها أن تقوم مقام التغذية المتوازنة والسليمة” ونصح بالاعتماد على “تغذية طبيعية غنية بالفيتامينات ومتنوعة وعندها تصبح المكملات الغذائية غير ضرورية”، داعياً إلى الحفاظ على ساعات نوم منتظمة وممارسة الرياضة بانتظام وتفادي الضغط النفسي من أجل المحافظة على جهاز المناعة.

ويذكر أن المكملات الغذائية في تونس شهدت إقبالاً وتهافتاً كبيرين في فترة انتشار فيروس كورونا، مما قلص من المخزون، بحسب بيان لنقابة الصيادلة صدر وقتها.

“فراغ تشريعي”

ويعرف قطاع المكملات الغذائية في تونس فراغاً تشريعياً، إذ تم تقديم مقترحي قانونين لتعديل القانون المنظم للمهن الصيدلية لضبط عملية البيع والتوريد والتخزين والتصنيع والتوزيع وكل المعاملات في مجال المكملات الغذائية ولتوفير الضمانات عند الاستهلاك، إلا أن البرلمان السابق لم ينظر في المقترحين وبقي هذا المجال على حاله، فيتم بيع المكملات الغذائية في قاعات الرياضة وفي محال خاصة وأيضاً في الصيدليات.

ويشار إلى أن الفيتامينات هي مغذيات تحدث بشكل طبيعي في الجسم في حين أن المكملات الغذائية طبيعية كانت أو مواد كيماوية اصطناعية تؤخذ كمكمل للنظام الغذائي، لذلك يجمع المتخصصون على تناولها باعتدال وبالاعتماد على نصائح الطبيب والصيدلاني.

المغرب: بين تزايد الإقبال وتشديد الرقابة

أما في المغرب فهناك إقبال كبير على المكملات الغذائية التي تضم الفيتامينات ومواد إما للتنحيف أو لزيادة الوزن، إضافة إلى البروتينات التي تستعمل من قبل الرياضيين وخصوصاً في رياضة كمال الأجسام بخلاف الأدوية التي تحظى بمراقبة صارمة من قبل وزارة الصحة. وتشهد المكملات الغذائية في المغرب رواجاً يكون في الغالب في المحلات التجارية والصالات الرياضية التي قد لا تصل إليها مصالح الرقابة الصحية.

 

تفاوت الرقابة

إن المكملات الغذائية بالمفهوم الواسع تشمل الفيتامينات والأملاح المعدنية ومشتقات النباتات وبعض مصادر البروتينات والفيتامينات، بحسب الخبير المغربي في النظم الصحية الطيب حمضي، الذي يوضح أن تلك المواد يتم تداولها في نطاقين، الأول رسمي مؤطر بقوانين ويخضع لرقابة صارمة (الصيدليات)، والثاني غير منظم ويشهد تجاوزات عدة نظراً إلى محدودية الرقابة. ويشير إلى أن المواد التي تباع في الصيدليات، ومن ضمنها المكملات الغذائية، تخضع لمراقبة دقيقة جداً من قبل مصالح وزارة الصحية، بخلاف تلك التي تروج في القاعات الرياضية وفي المتاجر أو على الإنترنت والتي تحكمها قوانين “السوق السوداء”. ويلفت الخبير إلى وجود فرق بين الدواء والمكملات الغذائي من حيث الحصول على الترخيص للتسويق، موضحاً أن السلطات الصحية المغربية لا تمنح الترخيص لدواء جديد إلا بعد خضوعه لسلسلة من التجارب المخبرية والدراسات السريرية، التي توضح فاعلية ذلك الدواء وتحدد آثاره الجانبية، بالتالي يؤكد الخبير الصحي أن مسار الترخيص لدواء معين قد يتطلب 20 عاماً من التجارب ونفقات قد تصل في بعض الأحيان إلى مليار دولار، وأن المكملات الغذائية لا تحتاج إلى الحصول على ترخيص وإنما هي ملزمة لذكر المواد التي تحتوي عليها ومقدارها على العبوة.

من جانبه يؤكد بائع المكملات الغذائية عباد بوشعيب أن “المغرب يعد من أكثر الدول رقابة على هذا النوع من المواد وذلك بواسطة وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية. فمثلاً طلب ترخيص بيع منتج معين يتطلب سنة كاملة من الإجراءات الإدارية لدى المصالح المعنية”.

حاجة محدودة

ويؤكد حمضي أن “الحاجة إلى المكملات الغذائية تظل قليلة ومحصورة في حالات معينة، مثلاً الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس هم بحاجة لمكمل غذائي يحتوي على فيتامين D، والمرأة الحامل بحاجة لفيتامين B9 خلال فترة الحمل، لكونه يمنح الجنين وقاية من بعض أمراض الجهاز العصبي، إضافة لكون الأشخاص النباتيين بحاجة إلى مواد لا توجد إلا في المأكولات من مصدر حيواني”. ويضيف الباحث المغربي أن الأشخاص الذين يعانون الإسهال يحتاجون إلى لأملاح المعدنية وأن الأشخاص الذين يشكون من سوء التغذية يحتاجون إلى بعض تلك المواد، لكن يحتاجون أكثر إلى تغذية متوازنة التي تظل تكلفتها أرخص من ثمن المكملات الغذائية. وبذلك يخلص المتخصص في السياسات والنظم الصحية إلى أن الأشخاص الذين يواظبون على تغذية متوازنة ليسوا بحاجة إلى مكملات غذائية، باعتبار أن ذلك النوع من التغذية يضمن القدر الكافي من المواد المعدنية والفيتامينات وغيرها، مضيفاً أن تناول تلك المكملات بكش عشوائي من دون دراية بمكوناتها وبعيداً من استشارة طبية، يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية عدة، فمثلاً هناك مواد يمنع على المرأة الحامل أخذها، إضافة لكون التناول المفرط لبعض الفيتامينات قد يسبب مشكلات في الكبد وفي الكلى والجهاز العصبي، وهناك مكملات غذائية تتعارض مع بعض الأدوية وهناك أخرى تتعارض مع بعض الأمراض.

من جانبه يوضح تاجر المكملات الغذائية عباد بوشعيب أن الاستعمال “العاقل” لتلك المواد يدخل ضمن مهام الموزعين، وذلك بتقديمهم لنصائح الاستعمال الصحيح، وخصوصاً عبر صفحاتهم الخاصة على الإنترنت التي تقوم بنشر توضيح خاص بكل منتج، وعلى الشباب كذلك الأخذ بالنصائح التي يقدمها المتخصصون وليس ممن يتطاولون على الميدان.

مادة أساسية بالنسبة للشباب

ويظل الشباب الرياضيون الأكثر استخداماً للمكملات الغذائية بحثاً عن نتائج مرضية لهم في أقل وقت ممكن. وفي هذا الشأن يقول حمضي إن “الشباب في المجال الرياضي يستهلكون في الغالب مكملات تحتوي على البروتينات التي تباع في أماكن لا تخضع للمراقبة الصارمة التي يشهدها قطاع الأدوية، باعتبار أن المغرب لديه نظام دقيق لمراقبة الأدوية، وهناك وعي في هذا الخصوص”. واعتبر أن تجارة المكملات الغذائية في المغرب تظل عشوائية وخارج نطاق المراقبة، بالتالي تشهد تجاوزات قد تتسبب في مشكلات صحية لهؤلاء الشباب المندفعين للحصول على أجسام مثالية.

في المقابل، يشير عباد بوشعيب إلى أن الإقبال على تلك المكملات ليس محصوراً في الشباب بل هو من جميع الفئات العمرية، وحتى الأشخاص الذين تفوق سنهم 60 عاماً أصبحوا منذ جائحة “كوفيد- 19″، يدركون أهمية المكملات الغذائية ودورها ومنافعها على الصحة العامة مع ممارسة الرياضة، وذلك في ظل قيام مجموعة من مؤثرين وأطباء بشرح منافع وطرق استعمالها على مواقع التواصل. بدوره. يقول رياضي كمال الأجسام عثمان الرعد، إن المكملات الغذائية تعتبر أساسية بالنسبة للرياضيين لأنها تساعد على تطوير البنية الجسدية واللياقة البدنية، موضحاً أن تلك المواد تظل نتائجها إيجابية في حالة تم استخدامها بالطريقة السليمة، وأنه من الصعب الاستغناء عنها لا سيما بالنسبة للرياضيين الراغبين في الوصول إلى مستوى عال.

#المكملات #الغذائية #عند #العرب.. #هوس #رياضي #أم #حاجة #صحية

تابعوا Tunisactus على Google News
[ad_1]

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد