بين فكي كورونا وقرار الحضر الشامل، مواطن غير مبال وازدحام متواصل

وسط مدينة صفاقس …ساعات قبل بدء سريان قرار الحجر الصحي الشامل الذي اقرته امس الجمعة اللجنة الوطنية لمجابهة كوفيد-19 من 9 الى 16 ماي الجاري ، وقبل اربعة ايام من حلول عيد الفطر … كانت الاجواء توحي وكانه اليوم الاخير من شهر رمضان، حيث خيم على عطفات الاسواق وبين مداخلها وامام المحلات التجارية وفي محيط المساحات الكبرى مشهد ضوضاء حامية الوطيس، حيث تنتشر الغوغاء وتتعالي اصوات الباعة … اكتظاظ وطوابيرفي كل مكان وخاصة امام بيع الحلويات ولعب الاطفال ومكاتب البريد ومحطات النقل بين المدن.

الاسعار الملتهبة التي تلفح جيب المواطن ، لم تثنهم عن الاقبال على التبضع من كل السلع المعروضة من اغذية والبسة ، وخصوصا الاسماك المملحة التي تظل من العادات الاجتماعية المقدسة لدى العائلات في صفاقس خلال عيد الفطر دون ادنى خوف من هوس العدوى بفيروس “كورونا” التي تستوجب احترام التباعد الاجتماعي، ليتدخل احد من توجهت اليهم موفدة وكالة تونس افريقيا للأنباء بالسؤال ويؤكد انه لا مفر من هذا الازدحام قبل ان يداهمهم توقيت الحضر الشامل.
كثر من اعتبروا قرار الحجر الصحي الشامل الذي اتخذته امس الجمعة اللجنة الوطنية لمجابهة كوفيد-19 “كارثيا وغير مسؤول ، اذ لم يراع خصوصيات الايام الاخيرة من شهر رمضان لدى العائلات التونسية وما تمثله من تنشيط للدورة الاقتصادية والحياتية” وفق توصيفهم، ليرى اخرون “انه قرار صائب وفي التوقيت المناسب من اجل كسر حلقة العدوى بفيروس كورونا في ظل ما ينذر به الوضع الوبائي في البلاد من خطورة “.
كما اعرب عدد من بائعي الاسماك المملحة عن تذمرهم ازاء قرار الحجر الصحي الشامل حيث اعتبروه “جائرا ومجحفا في حقهم وفي حق جميع التجار المتخلدة بذمتهم ديون والتزامات مادية لدى البنوك” وفق تعبيرهم، مطالبين بمراجعة هذا القرار والسماح لهم بالعمل خلال الاربعة ايام الاخيرة قبل عيد الفطر مع إحترام البروتوكول الصحي.
من جهته، استنكر الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس في بيان اصدره اليوم السبت، قرار فرض الحجر الصحي الشامل من 9 الى 16 ماي الجاري الذي اعلنت عنه اللجنة الوطنية لمجابهة كوفيد-19 قبل نحو 36 ساعة من بداية تنفيذه، معتبرا هذا الاجراء “متسرعا وستكون له آثارا وخيمة” وفق نص البيان.
وذكر الاتحاد في ذات البيان، انه “كان متوقعا ان تصل الأوضاع الصحية الى هذا الحد من التردي، حيث صدرت تحذيرات عن أهل الذكر تدعو الى التحرك المبكر لدرء الخطر، معتبرا ان “قرار الحجر الصحي الشامل لم تُراعَ فيه خصوصيات الايام الأخيرة من شهر رمضان التي تعد موسما لتنشيط الدورة التجارية والخدماتية ، بما ستكون له اثار وخيمة على ارباب أسر كثيرين لم يستعدوا لذلك وبعضهم خزّن للعيد انتاجا سيصيبه التلف.
من جانبه، اكد والي صفاقس، انيس الوسلاتي، خلال اجتماع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة، الذي انعقد امس الجمعة عن بعد بمقر الولاية، انه “سيتم اعتماد القرار الذي اتخذته اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس “كورونا” بخصوص الحجر الصحي الشامل في الفترة الممتدة من 9 الى 16 ماي الجاري والعمل على تطبيقه بكل جدية على مستوى جهوي، موضحا انه سيتم تبعا لهذا القرار منع جميع التظاهرات والحفلات العامة والخاصة، والتنقل بين المدن، وتعليق ارتياد دور العبادة، وتعليق الاسواق الاسبوعية، وتعليق كل الانشطة الاقتصادية باستثناء الانشطة الحيوية.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد