- الإعلانات -

- الإعلانات -

تونس : وضع وبائي في تحسن يقتضي الحذر

 تعمل وزارة الصحة على تلقيح 5 ملايين تونسي باللقاحات المختلفة المضادة لفيروس كورونا خلال السنة الحالية 2021 وهي : فايزر ، سبوتنيك ، استرازينيكا  و سينوفاك  و تسعى الوزارة في مرحلة أولى الى تطعيم 3 ملايين تونسي مع حلول موفى شهر جوان المقبل ، أي ان الحملة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا ستقوم بتطعيم حوالي 50 بالمائة من التونسيين خلال السنة الحالية و ذلك من اجل تكريس مناعة جماعية ضد الفيروس من اجل عملية التطعبم تم تخصيص 25 مركزا جهويا في جميع ولايات الجمهورية باستثناء ولاية مدنين التي تمتلك مركزين للغرض، قادرة  تأمين عمليات التلقيح لـ25 ألف مواطن يوميا.
 
و منذ انطلاق حملة التطعيم تلقى 22040 تونسي لقاح فيروس كورونا اغلبهم من الاطار الطبي العامل في اقسام الكوفيد و بعضهم من كبار السن الذين تجاوز سنهم ال75 سنة وخلال يوم امس الثلاثاء تلقى 4020 شخص اللقاحات المختلفة التي انطلقت تونس في تطعيمها وهي اللقاح الروسي سبوتنيك و اللقاح الألماني الأمريكي فايزر ، و بحسب وزير الصحة فوزي المهدي سيمكن التلقيح  من الحدّ من عدد الوفيّات و توفير المناخ المناسب لإعادة الدورة الاقتصادية والاجتماعية ” و من المنتظر ان تنطلق وزارة الصحة في هذا الاطار في اعداد مسح وطنيّ خلال الأسابيع القادمة يهدف الى تقييم نسبة المناعة الجماعية التي أدركتها تونس وذلك عبر التحليل لـ10 آلاف مواطن ومواطنة.
 

و تعتمد الية التلقيح في تونس على شروط محددة  في التطعيم حسب الأولويات و كالتالي :  مھنیي الصحة العاملين في اقسام الكوفيد، الكبار في السن من تجاوز سنهم ال 75 عاما،  الأشخاص بین سن 60 و75 سنة مع باقي مھنیي الصحة ،  الأشخاص بین سن 18و60 سنة الحاملون لأمراض مزمنة مع مھني المصالح الأساسية مثل القوات الحاملة للسلاح والتعلیم والنقل وغیرھا ، الأشخاص المخالطون بصفة وثیقة للأشخاص المعرضين للخطر مع مھني المصالح الأخرى و في مرحلة أخيرة الأشخاص بین 18 و60 سنة الذين يتمتعون بصحة جیدة، و للإشارة لا يتمتع الشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا خلال الثلاثة اشهر الأخيرة بأولوية التطعيم نظرا لتمتعهم بمناعة ضد الفيروس تتراوح مدتها بين الثلاثة و الستة اشهر.
في نفس الوقت  لا يزال الاقبال على التسجيل في منظومة Evax متواضعا حيث بلغ العدد الجملي للتونسيين المسجلين الى حدود اليوم الاربعاء  655746 شخصا و هو ما قد يشير الى تخوف التونسيين من اللقاح و ترددهم رغم الحملات المتواصلة لوزارة الصحة و رغم تأكيد وزير الصحة على سلامة اللقاحات التي اقتنتها تونس ، و يمكن تفسير هذا التخوف من خلال الاخبار التي راجت حول بعض اللقاحات على غرار لقاح استرازينيكا و الذي تم تعليق استعماله في عدة دول على غرار فرنسا و المانيا قبل ان تستأنف الدول  قرارها و تعيد استغلاله في عمليات التطعيم و ذلك بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية سلامة و نجاعة اللقاح.

و مع انطلاق عملية التطعيم سجل الوضع الوبائي في تونس مؤشرات إيجابية خلال شهر مارس الحالي حيث انخفض عدد الوفيات و انخفض أيضا عدد التحاليل الإيجابية اذا بلغت نسبة التحاليل الإيجابية في شهر مارس الحالي 13،5 بالمائة مقابل 20 بالمائة في شهر فيفري، كذلك شهدت  وضعية أسرة الإنعاش وأسرّة الأكسجين المشغولة تحسنا  من خلال بلوغها 33 بالمائة مقابل 60 بالمائة في شهر فيفري.
الا انه و رغم هذه المؤشرات الإيجابية يقتضي الوضع الوبائي الحذر و مواصلة اتباع الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة و التباعد الجسدي و تجنب التجمعات ، فالفيروس لا يزال منتشرا في عدة ولايات تونسية خاصة بعد التفطن الى وجود السلالة البريطانية في بعض الولايات ، و  تم تسجيل الى حدود اليوم الأربعاء حوالي 30 حالة إصابة بهذه السلالة في ولايات تونس والقصرين وسليانة وباجة . فتراجع عدد التحاليل الإيجابية ليس سببا او دليلا على السيطرة على هذه الجائحة  ففي فرنسا مثلا و رغم تسجيل مؤشرات إيجابية مع انطلاق حملة التلقيح اعيد فرض الحجر الصحي في 16 مقاطعة فرنسية من بينها باريس من يوم 19 مارس و لمدة شهر ، أي ان المؤشرات الإيجابية التي قد تظهر لمدة أسابيع لا تعد دليلا قاطعا على انتهاء انتشار الفيروس  ، خاصة في ظل تحول الفيروس الى سلالات جديدة على غرار السلالة البريطانية و الجنوب افريقية و أيضا السلالة الهندية التي أعلنت عن اكتشافها السلطات الهندية اليوم الأربعاء ، فالفيروس يواصل انتشاره حول العالم و سجل الى حدود اليوم الأربعاء 24 مارس  124.143.841 إصابة و 2.733.380 وفاة و سجل في تونس 246507 حالة إصابة و 8610 وفاة.
 
الا ان النقطة المضيئة التي يمكن الاعتداد هي انطلاق حملة التلاقيح  رغم تأخر وصول جرعات اللقاح الى تونس ، حيث يشهد شهر مارس الحالي نسقا تصاعديا في عدد اللقاحات التي تتلقاها تونس من مختلف دول العالم في اطار منظومة كوفاكس و أيضا في اطار الاتفاقيات التي امضتها مع الدول على غرار روسيا و الصين فبعد وصول 30 الف جرعة من اللقاح الروسي سبوتنيك الروسي في سياق اتفاقية امضتها تونس مع الجانب الروسي ، و تلقي  93600 جرعة من نوع فايزر في اطار منظومة كوفاكس يوم 17 مارس الجاري ، تلقت تونس اليوم الأربعاء  200 الف جرعة من لقاح سينوفاك في اطار هبة صينية للشعب التونسي ، و تنتظر تونس الحصول على 136800 جرعة من نوع أسترازينيكا في إطار مبادرة “كوفاكس” و100 ألف جرعة كدفعة ثانية ، و هذا بالإضافة الى جرعات شهر افريل حيث ستتلقى تونس 276 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا و جرعات من لقاح  سبوتنيك و80 ألف جرعة كل أسبوع من تلقيح “فايزر”.
 
و مع انطلاق حملة التلاقيح لا تزال الإجراءات الجديدة الخاصة بمجابهة فيروس كورونا ضبابية فالإجراءات المخففة التي اعلنت عنها وزارة الصحة يوم الجمعة 5 مارس 2021 و التي تقضي ب : تغيير توقيت حظر الجولان من الساعة الثامنة ليلا الى الساعة العاشرة ليلا، و السماح للمقاهي بالعمل الى حدود الساعة الثامنة ليلا و الغاء اجراء منع التنقل بين المدن و تعويضه بإجراء غلق المناطق التي تتعدد فيها حالات الإصابة بالفيروس ، ستنتهي يوم الاحد 28 مارس المقبل و لم تعلن وزارة الصحة عن الإجراءات المقبلة التي سيتم اتخاذها بعد التباحث مع اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا و لجنة التلاقيح ، و تعد الإجراءات المقبلة حجر الأساس في الحرب ضد الفيروس اذ سيتم تطبيقها بالتوازي مع انطلاق حملة التلقيح و التي لاتزال نتائجها متوسطة امام العدد المتواضع للتونسيين المسجلين في منظومة ايفاكس.
رباب علوي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد