- الإعلانات -

- الإعلانات -

وزير السياحة التونسي: وضعنا بروتوكولا صحيا فريدا ومفصلا لتأمين السياح والموظفين | إيمان بودالي

تونس – كشف وزير السياحة التونسي محمد علي التومي عن قيام بلاده بفتح منتجعاتها السياحية أمام الزائرين اعتبارا من السابع والعشرين من يونيو الحالي، معلنا انضمام تونس رسميا إلى الدول القليلة في العالم التي أعلنت عودة الأنشطة في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني.
وأكد التومي في حوار مع “العرب” على تطوير بروتوكول صحي فريد ومفصل من 250 إجراء بهدف تأمين السياح والموظفين من فايروس كورونا، معبرا عن تفاؤله بموسم سياحي ناجح، وهو يكشف عن عملية إعادة إحياء طال انتظارها لموسم غير مسبوق.
*تم تعيينكم على رأس الوزارة في وقت حساس على المستويين السياسي والصحي. فكيف استعددتم لهذه المهمة؟
عندما اتصلوا بي لإعلامي بحصولي على منصب وزير السياحة، لم تكن الأزمة الصحية بنفس الحدة التي وصلت إليها لاحقا. وقبلت المهمة بصفتي تونسيا يرى نفسه من جنود هذا البلد، ولأنني أعرف هذا القطاع جيدا منذ أكثر من عشرين عاما وأحمل رؤية للسياحة التونسية. لذلك فكّرت في أن هذه هي فرصتي لتطبيق هذه الرؤية، بدعم من المهنيين، من أجل إكساب هذا القطاع قوة وصلابة أكبر.
وعند تعييني رسميا، اتخذت الأزمة الصحية منعطفا مختلفا. فوجدنا أنفسنا في قلب أزمة تتطلب إدارة حازمة، بدلا من إدارة وزارة كانت في وضع ممتاز بفضل المواسم الناجحة التي حققتها البلاد في سنتي 2018 و2019. أعتقد أن الحكومة، وليس وزارة السياحة فقط، هي التي أدارت هذه الأزمة جيدا من خلال الترقب والوقاية، وهو ما خوّل لنا أن نكون في هذا الوضع اليوم. عرفنا كيف نتخذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. فقد كان قطاعنا لاعبا رئيسيا في الإجراءات التي اتخذتها البلاد من خلال وضع الفنادق والنقل والوجبات وحملات التنظيف وما إلى ذلك في خدمتها. وساعد كل هذا على تحقيق النتائج التي نراها اليوم والتي ساهمت في تصنيف تونس كواحدة من الدول القليلة الآمنة في العالم. استثمرنا في إدارة الأزمات، فنجحنا والحمد لله!
تونس فاجأت العالم
سيدي بوسعيد تترقب زوارها
*تونس لم تكن استثناء بين دول العالم التي ضربها وباء كورونا، ماذا تتوقعون بشأن مستقبل قطاع السياحة؟
يجب أن نتذكر أن آثار الوباء الكارثية ستمس جميع اقتصادات العالم، في وقت نشعر فيه بالفخر بأن تونس أدارت الأزمة بشكل جيد. ونرى اليوم الدول المتقدمة جاثية على ركبتيها بسبب هذا الوباء. في المقابل، لم تتوقف تونس، هذه الدولة الصغيرة، عن مفاجأة العالم ونجحت في مهمتها بمواردها المحدودة. وأدار هذا البلد الأزمة ببراعة، ولم يتوقع أحد ذلك. هذا هو الإنجاز الثاني، بعد النجاح ضد فايروس كورونا المستجد.
*ما هي تكلفة الفايروس على قطاع السياحة في تونس؟
-قلت في بداية الأزمة إن الخسائر يمكن أن تصل إلى 6 مليارات دينار تونسي. في الوقت الذي كنا فيه في مرحلة إدارة أزمة صحية، تصورنا أن العام السياحي قد انتهى وأن علينا الانتظار حتى مارس وأبريل 2021 لإحياء هذا القطاع. لكن، سمح لنا النجاح الذي سجلناه بعد ذلك باللحاق بالركب. ويعدّ الوضع حتى الآن جيدا جدا. وإذا واصلنا هذا بعد 27 يونيو، فسيمكننا إنقاذ موسم الصيف. لم يجرؤ أحد على الحلم بذلك. ومع ذلك، لا يعتبر وضع التقديرات الدقيقة لأرقام هذا العام ممكنا بعد، لكني أطمح إلى الوصول إلى نصف إيرادات العام الماضي، أي حوالي 2600 مليون دينار. قد أكون طموحا جدا، لكني أفضل تحديد هدف طموح بدلا من التشاؤم.
*ما هي خطة السلطات لمساعدة المهنيين في القطاع الذي أضعفه الوضع الاستثنائي؟
منذ بداية الأزمة، حاولت الحكومة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الوظائف والأعمال والتركيز على الجانب الاجتماعي. كانت هذه هي الأولوية. وشملت الإجراءات المهمة سهولة منح القروض بخطوات مبسطة ومساعي حماية مواطن الشغل من الأزمة. لذلك، تعتمد الخطة أساسا على الحفاظ على الوظائف وإعداد القطاع التجاري للتعافي بقروض تصل إلى 40 في المئة من حجم عائداتها الشهرية في 2019.
ملتقى الحضارات

مليارات دينار تونسي الخسائر المتوقعة للقطاع السياحي جراء انتشار وباء كورونا

*هل تعتقد أن قطاع السياحة جاهز بعد الإعلان الرسمي عن إعادة فتح المنشآت السياحية في السابع والعشرين من يونيو الحالي؟
نعم، أكثر من جاهز، لم نعد نستطيع انتظار السياح أكثر من ذلك، فالسياحة تجري في دمائنا، وبلدنا يشكل ملتقى للحضارات، فقد أسست عليسة الفينيقية قرطاج في بلادنا، ومدت هذه الدولة يدها للجميع دائما، هنا تعدّ السياحة قطاعا مهما للاقتصاد الوطني، لذلك، نحن جاهزون.
*قلتم قبل أيام إن رأس مال تونس هو مصداقيتها. فهل يمكنكم أن توضحوا هذا؟
يعني هذا أنه ليس لدينا الحق في ارتكاب الأخطاء، هناك دول أعلنت تواريخ، ثم تراجعت عنها. وبالنسبة إلينا إذا ارتكبنا خطأ، فإننا ندفع ثمنه. لذلك يكمن رأس مالنا الوحيد في الحفاظ على وعدنا، فعندما نعلن عن شيء ما يجب أن نُنجزه. فنحن لن نستطيع الخروج من الأزمة وإقناع شركائنا بإرسال مواطنيهم إلّا بتوخّي الصراحة. حتى الآن، كانت خطواتنا ثابتة، وآمل أن تتواصل كذلك.
*بمجرد أن يبدأ السياح في التدفق، كيف سيتكيف القطاع مع الوباء من حيث المنتجات المعروضة والسفر والإقامة؟ هل تستهدف مجموعات محدودة، أنشطة شاطئية أقل؟
أدعوكم إلى قراءة بروتوكول الصحة الذي أعددناه والذي يتضمن 250 إجراء. أستطيع أن أؤكد لكم أن وزارة السياحة لم تترك شيئا للصدفة، وتتعلق المقاييس الرئيسية بمعدل إشغال لا يجب أن يتجاوز 50 في المئة، مع تحديد المسافة الفاصلة في حمامات السباحة وغيرها من أماكن التجمع، وحظر بعض الأنشطة المنظمة في الأماكن المغلقة، بالإضافة إلى التنظيف المستمر والتطهير انطلاقا من الأمتعة في المطار.
*ماذا عن الاحتياطات الطبية داخل الفنادق وخارجها؟
من خلال هذا البروتوكول، نركز على الوقاية أكثر من المساعدات الطبية. لكن الدائرة الصحية تمتد من المطار إلى الفندق، وحتى إلى الأنشطة الخارجية وفي المواقع السياحية.
*أشادت أطراف مختلفة بنجاح تونس في مواجهة فايروس كورونا. وقد أعلنت منظمة السياحة العالمية أن تونس وجهة آمنة، لتصبح بذلك استثناء في المنطقة. هل تعتقد أن هذا سوف يساعد على إحياء الأنشطة السياحية بطريقة ما؟
يمكن أن يساعد كثيرا، لأن تقدير البروتوكول الصحي الذي أعدته تونس سيؤثّر على قرارات البلدان التي تعتبر أسواقا تقليدية لفتح المجال الجوي من تونس وإليها. على سبيل المثال، لم تفتح أوروبا حدودها بعد. ولكن، وبالشهادات التي تشيد بالتجربة التونسية في إدارة الوباء، ستصبح بلدان القارة أكثر اقتناعا بأن الوجهة آمنة. سيشجع كل هذا، بالإضافة إلى المصداقية والتدابير المعلنة ومقاطع الفيديو الترويجية والبروتوكول الصحي، منظمي الرحلات السياحية على رؤية تونس كوجهة “جاهزة وآمنة”، والسياح على اختيارها، ووزارات الخارجية على استئناف الرحلات الجوية منها وإليها. لذلك، يشجعنا الاعتراف بجهود تونس والثناء الذي لاقته من المنظمات الكبرى، مثلما يشجّع البلدان الأخرى على الانفتاح على بلادنا مرة أخرى.
نثق بشركائنا
مرحبا بكم
*إذن ما هي أولويات الوزارة من حيث الترويج للقطاع والبلدان التي ستباشر البلاد عملياتها معها؟
نحن نركّز على الأسواق التقليدية، التنويع جزء من إستراتيجيتنا، لكنه ليس على جدول الأعمال الحالي. فللتغلب على الأزمة والتعافي منها، نعتمد بشكل أساسي على الشركاء الذين نعرفهم ونثق بهم بالفعل. أسواقنا التقليدية معروفة، وهي الجزائر، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا، وجمهورية التشيك، إلخ…
*هل أعلنت هذه الأسواق استعدادها لإرسال السياح إلى تونس؟
نعم، كل هذه الدول جاهزة وتريد إرسال مواطنيها إلى تونس بالفعل، الأسئلة التي تطرح اليوم هي “كيف؟ ومتى؟”. نحن حققنا تقدما جيدا حتى الآن وأعتقد أننا سنرى ثمار هذا العمل قريبا.
*ما هي رؤيتكم لمستقبل هذا القطاع؟
يكمن المبدأ في تنويع المنتج والأسواق. فقد أصبحت السياحة التونسية، التي بنيت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، اليوم في مرحلة ركود. لذلك، يتوجّب علينا اللحاق بالركب بالبحث عن الحلول التي تعتمد أساسا على ما هو محلي. يجب دعم شواطئ البحر من خلال الخدمات الأخرى من أجل إتاحة الفرصة للسائح وتلبية احتياجات المسافرين الآخرين الذين يزورون البلاد لأسباب أخرى. لدينا إمكانات ملموسة وغير ملموسة لم يتم تطويرها بعد. لذلك، يجب أن نجد الأسواق المناسبة ونطور خطة الاتصال التي نعتمدها من أجل الرقمنة. نحن فوتنا فرصة نقل تونس إلى مستوى أعلى في الماضي، ولن نفوتها مرة أخرى!
*هل تشمل إستراتيجية وزارة السياحة البحث عن أسواق جديدة؟ على سبيل المثال، لا يزال عدد الزوار العرب لتونس محدودا، هل تهمكم هذه السوق؟
عندما نتحدث عن التنويع، نتحدث عن تنويع السوق ونتحدث عن طرق جوية جديدة. لذلك، يكمن هدفنا في كسب أسواق لدعم القيمة المضافة، ويتطلب الأمر بنية تحتية مناسبة، مثل الفنادق الفاخرة، وتوفير وسائل الترفيه، والحرص على النظافة. وتكمن النقطة الأخرى التي يجب معالجتها في غياب خطوط طيران مباشرة تجمعنا بالعديد من البلدان، كأميركا الشمالية والجنوبية وحتى الصين. إنها رؤية كاملة يجب أن تترجم إلى خطة عمل مع توفير الوسائل التي تسمح بتطبيقها. هذا هو برنامجي للفترة الممتدة من 2021 إلى 2025.
*إذا كنتم تستطيعون مخاطبة الأجانب الذين ما زالوا مترددين في زيارة تونس، فماذا يمكن أن تقولوا لهم؟
أود أن أقول لهم إننا حرصنا على إعداد كل شيء حتى يتمكنوا من التمتع بإجازة آمنة. أنجزنا عملنا ونحن الآن في انتظار الترحيب بكم وبعائلاتكم وأصدقائكم في تونس في أمن وأمان. تعالوا واكتشفوا هذا البلد، وجماله، ومناخه، وشواطئه، ومواقعه الأثرية. مرحبا بكم!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد